الحوافز والعقوبات: سلاح ترامب المزدوج

خطة ترامب لوقف الحرب الأوكرانية: لقاء مع بوتين وحوافز اقتصادية وعقوبات قوية

profile
  • clock 14 أغسطس 2025, 2:30:31 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

في تصريحات مثيرة للاهتمام، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه العمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، واصفاً هذا النزاع بأنه "أصعب صراع" حاول التعامل معه حتى الآن. هذه التصريحات تأتي وسط استمرار المعارك بين روسيا وأوكرانيا، وتزايد المخاوف الدولية من استمرار الحرب لفترة أطول مما كان متوقعاً.

بوتين مستعد لاتفاق سلام

قال ترامب إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد لإبرام اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، مؤكداً أن لديه خططاً للتواصل مع بوتين في الفترة المقبلة.

 وأضاف:"إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف أتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك بزعماء أوروبيين بارزين، من أجل الدفع نحو حل سياسي ينهي النزاع."

تصريحات ترامب أثارت تساؤلات حول آلية التفاوض التي ينوي اتباعها، خاصة أنه أشار إلى أن أدواته الأساسية ستكون "الحوافز الاقتصادية" و"العقوبات القوية" لإقناع الأطراف بالتوصل لتسوية.

خلفية الحرب في أوكرانيا

اندلع النزاع الأوكراني–الروسي في فبراير 2022، عندما أطلقت موسكو ما سمته "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة معارك عنيفة، فرضت خلالها الدول الغربية عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، بينما استمرت كييف في تلقي الدعم العسكري والمالي من الولايات المتحدة وأوروبا.

أدى الصراع إلى أزمة إنسانية كبيرة، مع نزوح ملايين الأوكرانيين إلى دول الجوار، إضافة إلى خسائر بشرية واقتصادية جسيمة على الجانبين.

نهج ترامب في حل النزاعات

ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة، يحاول تقديم نفسه كقائد قادر على إعادة الاستقرار العالمي. وفي هذا السياق، ركز في تصريحاته على أن نجاح أي اتفاق سلام يتطلب مزيجاً من الضغط الاقتصادي والإغراءات المالية، وهو ما يعتبره "أقوى سلاح" لتحقيق نتائج ملموسة.

وتاريخياً، لطالما تبنى ترامب أسلوب الصفقات في السياسة الدولية، معتمداً على المفاوضات المباشرة مع القادة، وهو ما ظهر في تعامله السابق مع كوريا الشمالية، والصين، ودول الشرق الأوسط.

ردود الفعل الدولية

رغم أن بعض المراقبين يرون أن تصريحات ترامب قد تحمل أملاً بوقف الحرب، إلا أن آخرين يشككون في قدرة أي إدارة أمريكية، سواء جمهورية أو ديمقراطية، على تحقيق تسوية سريعة، نظراً لتعقيد الملفات العالقة بين موسكو وكييف، خاصة فيما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها في الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم.

كذلك، هناك مخاوف في العواصم الأوروبية من أن أي اتفاق يبرم بسرعة قد يأتي على حساب السيادة الأوكرانية، أو يمنح روسيا نفوذاً أكبر في المنطقة.

الحوافز والعقوبات: سلاح ترامب المزدوج

أوضح ترامب أن استراتيجيته تعتمد على الحوافز الاقتصادية التي يمكن أن تشجع روسيا وأوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، إضافة إلى عقوبات اقتصادية قوية في حال تعثر التقدم. ويرى أن الجمع بين الترغيب والترهيب قد يكون أكثر فاعلية من النهج الحالي الذي تتبناه إدارة الرئيس جو بايدن.

ويعتقد ترامب أن الضغط الاقتصادي يمكن أن يدفع الأطراف المتصارعة نحو حل وسط يرضي جميع الأطراف، ويوقف نزيف الحرب الذي استمر لأكثر من عامين.

الانتخابات الأمريكية والحرب الأوكرانية

لا يمكن فصل هذه التصريحات عن السياق الانتخابي الأمريكي، حيث يحاول ترامب استقطاب الناخبين عبر تقديم نفسه كزعيم قادر على وقف النزاعات الدولية وخفض الإنفاق العسكري الأمريكي في الخارج.

في المقابل، يتهمه خصومه بأنه قد يكون أكثر ليونة تجاه روسيا، وأنه قد يوافق على تسويات تعتبرها كييف غير مقبولة.

مستقبل المفاوضات

حتى الآن، لم يتم تحديد موعد رسمي للقاء ترامب وبوتين، لكن مجرد الحديث عن هذا اللقاء المحتمل أثار اهتمام الإعلام العالمي. وإذا تحقق، فقد يكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة ترامب على إدارة ملفات دولية معقدة، وإقناع طرفين متحاربين بالجلوس إلى طاولة واحدة.

ويشير خبراء العلاقات الدولية إلى أن أي مبادرة أمريكية جديدة يجب أن تراعي مصالح الأطراف الأوروبية، التي تشكل جزءاً أساسياً من المعادلة، خاصة أن الحرب أثرت بشكل مباشر على أمن الطاقة والاقتصاد الأوروبي.

تصريحات ترامب حول إنهاء الحرب في أوكرانيا تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، بدءاً من مفاوضات سلام حقيقية، وصولاً إلى إعادة تشكيل موازين القوى الدولية. وفي ظل استمرار النزاع، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح ترامب، إذا عاد إلى السلطة، في تحقيق ما فشلت فيه الإدارة الحالية؟

حتى ذلك الحين، ستبقى الحرب الأوكرانية ملفاً ساخناً على أجندة السياسة العالمية، وسط ترقب لدور واشنطن المقبل في رسم مستقبل هذه الأزمة.

التعليقات (0)