-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
ما وراء إعلان سموتريتش عن مخطط E1: دفن الدولة الفلسطينية وتقطيع الضفة
ما وراء إعلان سموتريتش عن مخطط E1: دفن الدولة الفلسطينية وتقطيع الضفة
-
14 أغسطس 2025, 2:23:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في خطوة اعتُبرت الأعنف على الإطلاق ضد إمكانية قيام دولة فلسطينية، أعلن وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خلال مؤتمر جماهيري حاشد لعشرات المستوطنين المهووسين، موافقته النهائية على إحياء وتنفيذ المخطط الاستعماري المعروف باسم "E1" شرق القدس. سموتريتش قالها صراحة أمام الحشد: الهدف هو "دفن فكرة الدولة الفلسطينية" إلى الأبد.
المخطط الذي يحظى بإجماع شبه كامل من القادة السياسيين في إسرائيل، سواء في الماضي أو الحاضر، ليس مجرد مشروع استيطاني تقليدي، بل هو عملية تهويد أوسع وأخطر لأضيق مساحة جغرافية في الضفة الغربية، بما يقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها، ويمزق أوصالها تمامًا، خصوصًا بين رام الله وبيت لحم.
أبعاد سياسية وانتخابية
تصريحات سموتريتش ترافقت مع رسائل سياسية واضحة، فتنفيذ المخطط يأتي كرد استباقي على موجة المواقف الدولية الأخيرة التي أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهو ما يترجم عمليًا تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو قبل أيام، حين تحدى إمكانية رسم حدود لتلك الدولة.
كما يحمل المخطط بُعدًا انتخابيًا داخليًا، إذ يسعى سموتريتش لاستمالة الناخبين اليمينيين المتطرفين عبر الحديث عن عدد قياسي من الوحدات الاستعمارية، والبدء الفعلي في توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم"، التي تشكل الركن الشرقي وقاعدة الانطلاق لمخطط "E1".
جذور "معاليه أدوميم"
هذه المستوطنة، التي تعد اليوم حجر الأساس في خطة "E1"، لم تكن موجودة في الأصل على هذه الصورة. فقد ولدت منتصف السبعينيات كجيب محدود ثم كمجمع صناعي صغير، إلى أن قررت حكومة مناحم بيجن، في إطار خطتها التوسعية، ضخ استثمارات كبيرة وتحويلها إلى مستوطنة متكاملة، ثم إلى مدينة.
وفي 27 يوليو 1977، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بيجن قوله إن "معاليه أدوميم ستكون مجتمعًا إسرائيليًا دائمًا" ضمن ما يسميه الاحتلال "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية)، مؤكدًا أن الإسرائيليين "حرروا" الأرض ولم "يحتلوها"، وأنها جزء من "الوطن اليهودي القديم" وضرورية للأمن القومي الإسرائيلي. جوهر مخطط "E1" الذي وُضع في التسعينيات – وجُمّد لاحقًا بفعل الضغوط الأمريكية والغربية لإنقاذ حل الدولتين – يستند إلى نفس الرؤية البيجنية بالاستيلاء على المنطقة وربطها بالقدس الشرقية.
تفاصيل الخطة الاستعمارية
وفق ما نشرته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن حكومة الاحتلال صادقت على مخطط "E1" الذي يحمل الرقم (4/420) عام 1999، ويشمل أراضي مساحتها 12,000 دونم، أعلنت معظمها "أراضي دولة"، وألحقتها لاحقًا بمستوطنة "معاليه أدوميم". وفي عام 2012، أقر الاحتلال مخططات فرعية لتنفيذ المشروع، أهمها:
المخطط رقم (2/4/420): الاستيلاء على 1,350 دونمًا لإقامة منطقة صناعية شمال غرب المنطقة.
المخطط رقم (9/4/420): الاستيلاء على 180 دونمًا لإقامة مقر لشرطة الاحتلال، وقد تم تشييده بالفعل تمهيدًا لتوسيع الاستيطان.
الاستيلاء على 500 دونم من أراضي عناتا وشعفاط لإقامة مكب نفايات، على أن يتم تحويله لاحقًا لحديقة للمستوطنين.
ثلاثة مخططات للبناء:
(10/4/420) لبناء 2,176 وحدة استعمارية.
(3/4/420) لبناء 256 وحدة إضافة إلى 2,152 غرفة فندقية.
(7/10/420) لبناء 1,250 وحدة، مع إقامة حديقة توراتية شمال غرب المخطط.
مشروع "نسيج الحياة"
إضافة إلى البناء، يتضمن المخطط تنفيذ ما يسمى "طريق نسيج الحياة"، الذي أنجز جزء منه شرق عناتا وصولًا إلى الزعيم، بينما يقترح إنشاء الجزء الآخر من الزعيم إلى العيزرية. الهدف المعلن هو خدمة المشروع الاستيطاني وتطويره، لكن الهدف العملي هو فصل القدس عن محيطها الفلسطيني ومنع المواطنين الفلسطينيين من استخدام الطريق الرئيس بين القدس والعيزرية.
الموقف الفلسطيني
الرئاسة الفلسطينية، على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، أكدت أن الاستيطان كله غير شرعي ومرفوض وفق القانون الدولي، مستشهدة بقرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي نص بوضوح على أن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة غير قانوني. أبو ردينة شدد على أن هذه الخطوة تمثل ضربة قاصمة لحل الدولتين، وتحديًا سافرًا للإجماع الدولي الذي يرفض تغيير الوضع القانوني والجغرافي للأراضي المحتلة.
كما دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، جماهير الشعب الفلسطيني في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في فعاليات “يوم الغضب” المقرر يوم غد الجمعة، نصرة لقطاع غزة ورفضًا لمخططات الاحتلال للسيطرة على الضفة الغربية.
وقالت حماس في بيان صحفي اليوم الخميس، إن الدعوة تأتي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار والتجويع على قطاع غزة، وتصاعد الهجمة الاستيطانية التي تقودها حكومة الاحتلال، وآخرها خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بناء آلاف الوحدات الاستيطانية.






