الخطر الأكبر: التغافل عن حقيقة العدو

عبد الملك الحوثي: مواجهة المشروع الصهيوني واجب الأمة الإسلامية

profile
  • clock 14 أغسطس 2025, 2:22:37 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبد الملك الحوثي

محمد خميس

في خطاب قوي ومؤثر، حذّر القائد العام لجماعة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، من خطورة المشروع الصهيوني الإسرائيلي، الذي يسعى ـ بحسب تعبيره ـ إلى إبادة أكبر قدر من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وتهجير الملايين، وإخضاع من تبقى منهم لسيطرته الكاملة. وأكد الحوثي أن هذا المشروع ليس وليد اللحظة، بل هو مخطط متجذر في الفكر والثقافة الصهيونية، ويمثل تهديداً وجودياً للأمة.

الإبادة عبر الفتن والحصار

أشار الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يحقق هدفه في الإبادة من خلال إثارة الفتن، وإدارة الصراعات الداخلية، إضافة إلى التدمير الممنهج للمناطق السكنية، حتى تلك التي يعلنها "آمنة" لخداع المدنيين، ثم يقوم بقصفها لتهجير من لجأ إليها. وأوضح أن ما يحدث في غزة مثال صارخ على هذا النهج، حيث لا يُترك مجال للاستقرار أو الحياة الكريمة للنازحين، مع فرض حصار خانق وتضييق شديد.

نزعة إجرامية متجذرة

تطرق الحوثي إلى طبيعة الفكر الصهيوني، موضحاً أن القادة السياسيين والدينيين في إسرائيل يحملون نزعة إجرامية متأصلة، يربّون عليها الأجيال الجديدة كجزء من ثقافتهم. وذكر أن بعض المجندات الصهيونيات يتباهين بقتل الأطفال عمداً من باب التسلية، مما يعكس مدى انحطاط الأخلاق وتجذر العنف في هذا الكيان.

الخطر الأكبر: التغافل عن حقيقة العدو

وشدد الحوثي على أن أخطر ما يواجه الأمة ليس فقط جرائم الاحتلال، بل تغافل البعض عن حقيقة هذا العدو، أو قبول الصورة الإيجابية التي يروجها الموالون له. وحذر من الانجرار وراء حملات التطبيع التي تهدف إلى طمس الهوية الإسلامية وفصل الشعوب عن مبادئها.

المسجد الأقصى خط أحمر

أكد الحوثي أن قدسية المسجد الأقصى يجب أن تبقى راسخة في وجدان الأمة، داعياً العلماء والمثقفين والخطباء إلى ترسيخ هذه القضية في الخطاب الديني والثقافي والتعليمي. واعتبر أن التفريط بالمقدسات هو جزء من المخطط الصهيوني، الذي يشمل الاقتحامات المستمرة لباحات الأقصى، ورفع العلم الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، في إطار مساعي التهويد.

سياسات التهجير القسري في الضفة الغربية

أوضح الحوثي أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تقتصر على غزة، بل تشمل الضفة الغربية، حيث تستمر عمليات الاقتحام والتهجير القسري، وتدمير المنازل، وتغيير معالم المخيمات الكبرى مثل مخيم جنين وطولكرم ونور شمس. وكشف أنه خلال أسبوع واحد، تم توثيق أكثر من 61 عملية تدمير ممتلكات و170 عملية مداهمة، إلى جانب إنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية.

شعار "الموت للعرب" وتطبيع الجرائم

ذكر الحوثي أن شعار "الموت للعرب" ليس جديداً في الثقافة الصهيونية، بل هو شعار تاريخي يعبّر عن جوهر المشروع الإسرائيلي، الذي يسعى عملياً إلى "إماتة العرب" معنوياً ومادياً. وانتقد محاولات بعض الأنظمة العربية ترويض الشعوب لقبول الاحتلال، واعتبر أن خضوع الأمة للمحتل أسوأ من عبوديتها للأصنام في الجاهلية.

واجب الأمة أمام الخطر الصهيوني

دعا الحوثي إلى رفض العبودية للعدو الإسرائيلي بكل أشكالها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، مؤكداً أن أي مؤمن أو إنسان حر لا يمكن أن يقبل الخضوع لاحتلال قائم على القتل والتهجير والاستيطان. وطالب بتكثيف العمل التوعوي والتثقيفي، والتمسك بالمبادئ الإسلامية التي تحصّن الأمة من محاولات الاختراق الفكري والثقافي.

معركة وعي قبل أن تكون معركة سلاح

اختتم الحوثي خطابه بالتأكيد على أن المعركة مع الكيان الصهيوني هي معركة وعي وثقافة قبل أن تكون معركة سلاح، وأن الحفاظ على الهوية الإسلامية والمبادئ الأصيلة هو السلاح الأقوى في مواجهة مخططات الاحتلال. وشدد على ضرورة أن يتحمل العلماء والمثقفون والإعلاميون مسؤولياتهم في فضح جرائم الاحتلال، وتوعية الأجيال الجديدة بخطورة المشروع الصهيوني وأهدافه الحقيقية.

هذا الخطاب يلخص رؤية عبد الملك الحوثي لواقع الصراع العربي–الإسرائيلي، ويدعو الأمة إلى رفض الخضوع والتطبيع، والتمسك بالمقدسات، ومواجهة الفكر الصهيوني على كل المستويات. وفي ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، يبقى الوعي الشعبي والتحرك الجماعي أهم خط دفاع عن هوية الأمة وحقوقها التاريخية.

التعليقات (0)