-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
جعفر العلوجي يكتب: بلد الحيتان وعبيد البلبي
جعفر العلوجي يكتب: بلد الحيتان وعبيد البلبي
-
18 أغسطس 2025, 12:19:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جعفر العلوجي يكتب: بلد الحيتان وعبيد البلبي
اعترافات ضياء الموسوي لم تأتِ بجديد بل كشفت ما يعرفه الشعب منذ عقود أن الفساد في بلاد الرافدين ليس خطأً عابرًا أو تجاوزًا إدارياً هنا وهناك بل هو نهج متأصل بمنظومة محمية بالمحسوبية والمجاملات وطبقة سياسية لا ترى في الوطن إلا خزنة مفتوحة وساحة مفتوحة للنهب .
أي سقوط أعظم من أن تُدار دولة بتاريخ العراق وعقل العراق وثروات العراق بهذه الطريقة الرخيصة ؟ أسماء صعدت إلى الحكم من أبواب خلفية لا كفاءة ولا نزاهة مجرد صفقات وتزوير وبيع وشراء ذمم رجال ونساء يجلسون على كراسي القرار وهم لا يملكون من المؤهلات إلا الانبطاح لزعيم أو السمسرة في الظلام .
الأموال تتساقط يمينًا وشمالًا كأوراق الخريف فلا خزينة تُراقب ولا حساب يُراجع مليارات الدولارات تبتلعها بطون الساسة وتُرمى منها الفتات لشراء سكوت البعض وما تبقى من المال العام يُوزّع كالغنيمة فلل فارهة شركات مسجلة بأسماء وهمية ساعات ومجوهرات لا يرتديها حتى ملوك أوروبا فيما الشعب يلهث خلف عربة لبلبي أو سقيفة من صفيح يقي بها أطفاله حرّ الصيف وبرد الشتاء .
الطامة الكبرى أن حتى الغرباء يقتطعون حصتهم من أموال العراق لمجرد مجاملة هنا أو خاطر زوجة هناك سمير جعجع وغيرُه ممن لا ناقة لهم ولا جمل لهم حصص وامتيازات بينما العراقي الذي يحمل على كتفيه أوزار التاريخ والجغرافيا لا يجد ما يسد رمقه .
والأدهى أن القانون هذا السوط لا ينزل إلا على رؤوس الفقراء أما الحيتان الكبار السراق الحقيقيون فيُحيَّون ويُصفَّق لهم ويُعاد تدويرهم في المناصب وكأنهم أبطال وطن .
أي زمن نعيش فيه ؟ وعلى أي شريعة دينية يُستباح الشعب بينما تُقدّس سرقات الطغمة الحاكمة ؟ إنها مأساة أمةٍ حوّلها اللصوص إلى مسرح عبث يتلذذون بمعاناة شعبها ويرقصون على جراحه.. والسؤال الأخطر إلى متى؟








