ضغط على لبنان لسلاح واحد

د. صلاح أبو غالي يكتب: حزب الله يقلب الطاولة ويخرج عن صمته.. الحراك الإيراني وتحوُّلات الموقف السِّياسي لحزب الله ، ومآلات حصر السِّلاح!

profile
د. صلاح أبو غالي باحث ومحلل إستراتيجي
  • clock 17 أغسطس 2025, 1:09:52 م
  • eye 440
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حزب الله

تتوالى الضغوطات الخليجية وعلى رأسها السعودية ، مدفوعة بأخرى صهيوأمريكية ، على لبنان الدولة لسحب سلاح حزب الله ، وسلاح الفصائل الفلسطينية ، على قاعدة "سيادة لبنان الدولة بجيش واحد وسلاح واحد" ، الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة وتباينات خطيرة في المواقف داخل المكوِّن اللبناني ، على كافة أطيافه ،  ما ينذر بكارثة حقيقية قد تدفع لحرب أهلية تحرق الأخضر واليابس..
 حزب الله يقلب الطاولة ويخرج عن صمته :
في تصريح ناري ، ولغة خطاب غير معهودة ، خرج نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله اللبناني وعلى غير عادته ، وقد لبس عباءة سلفه المرحوم حسن نصرالله ، واتَّهم صراحةً الحكومة اللبنانية بخدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة ، بمضيها في قرار حصر السلاح ، وتوعَّد بخوض  "معركة كربلائية" لمواجهة القرار ، وقال : "لن تكون هناك حياة في لبنان إذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب".. 
كما واعتبر أن قرار الحكومة "خطير ويعرض البلاد لأزمة كبيرة ويناقض ميثاق العيش المشترك ، ويجرِّد المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان"..
كما يعتبره "تسهيلاً لقتل المقاومين وطردهم من أرضهم وتنفيذاً لقرار أميركي إسرائيلي"..
 الحراك الإيراني على الساحة اللبنانية:
في إطارً رسمي ، زيارة مفاجئة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي لاريجاني" للبنان ، أكد خلالها أن بلاده ستظل إلى جانب الشعب اللبناني في مختلف الظروف ، مشدداً على أن معاناة اللبنانيين يشعر بها الإيرانيون أيضاً..
وعلى هامش الزيارة عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين ، من بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، ورئيس الحكومة نواف سلام ، مشيراً إلى أن طهران "دائما تبحث وتسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا"..
وتأتي زيارة لاريجاني بعد أيام من تصريحات إيرانية ترفض أي مسعى لنزع سلاح حزب الله ، وذلك في أعقاب قرار لبناني بحصر السلاح بيد الدولة..
وفي إطار غير رسمي ، وهو ما لم ترصده عيون الإعلام ، كانت هناك زيارة أخرى سرِّيَّة قام بها لاريجاني لقيادة حزب الله ، وتناول خلالها مآلات ومخاطر حصر السلاح ، ومدى تهديد ذلك وخطورته على المشروع الإيراني في المنطقة ، وتخللها إملاءات إيرانية على الحزب للقيام بعمل ما يعترض سير المخططات ومساراتها ، وعليه ، المطلوب تنفيذ عمل عسكري كبير ومفاجيء ضد إسرائيل ، يفتح الباب أمام مفاوضات مرنة مع أمريكا حول النووي الإيراني ، وبالتالي حزب الله هو الأداة الطيِّعة لمثل هذا العمل..
 مآلات حصر السلاح والخطوة التالية :
بات من الواضح أن حزب الله سيقفز للأمام هروباً من آتون حرب أهلية يجد نفسه فيها المتهم والمتسبب الوحيد في إنهاء وحدة المكوِّن اللبناني ، ومن خطورة المواجهة مع جيش الدولة الرسمي وتبعات ذلك سياسياً ، حيث سيكون المستفيد حينها العدو الصهيوني..
وعليه تتمثَّل الخطوة التالية في عملية كبرى متوقعة ومفاجئة يقوم بها حزب الله بتحريض من إيران ، #ظاهرياً "رداً على التجاوزات الصهيونية اليومية واستهداف بناه التحتية العملياتية" ، #وعمقاً  "صد الضغوطات الموجَّهة لحصر السِّلاح ، وتخفيف الضغط الدولي عن مخزون النووي الإيراني والمفاوضات الجارية بخصوصه ".. 
نتاج ذلك ، ستُجبر حينها اسرائيل على اجتياح لبنان وبضوء أخضر أمريكي ، وتتدحرج المعركة بعدها لتطال أراضي سوريا وستكون ماحقة لدرجة الجنون ، فهي الورقة التي ستمنح الذرائع لإسرائيل بالتوسُّع شرقاً لتنفيذ حلم #إسرائيل_الكبرى ، والذي صرَّح به نتنياهو علانية ، وكشف به حقيقة المخططات الصهيونية ومشاريعها في المنطقة..
🔚الخاتمـــة :
ما أشبه اليوم بالبارحة ، ذات السيناريو يتكرر ،  وكبش الفداء لبنان وسوريا ، ولن تهتم إيران بأي خسائر تحدث في المنطقة في طريق تحقيق مصالحها ، وإلا لكانت حرَّكت قوَّات برِّيَّة تساند لبنان في صد الهجوم الإسرائيلي الأخير في أكتوبر 2024 ، وما قبلها في حرب  يوليو 2006 ، الأمر الذي تسبَّب في قضم مناطق واسعة من أراضي لبنان وسوريا ، وقضى على الكثير من قيادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله ، والمئات من العناصر والقادة الميدانيين ، ولم تتوقَّف تبعاته وآثاره حتى الآن ، فيومياً إسرائيل تستهدف بنى تحتية وعناصر تتبع لحزب الله ، وعملية كهذه ستكون بمثابة الفتيل الذي بإشتعاله ستشتعل المنطقة..
ويبقى السؤال مشرعاً :
هل سيقدم حزب الله على خوض صراعات داخلية مسلَّحة مع المكوِّن اللبناني على كافة أطيافة للاحتفاظ بقوته وسلاحه ونفوذه ، ما يفتح الباب أمام حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس؟!
أم يقوم الحزب بعملية عسكرية كبرى مفاجئة ضد الكيان الصهيوني ، ومصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة ، ما يشعل كامل المنطقة ، ويجلب الخراب على لبنان وسوريا؟!
نرقب مجريات الأحداث ونرى..

التعليقات (0)