-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
التصعيد الإيراني الإسرائيلي: قراءة في الخطاب الإعلامي، المواقف الدولية، والقدرات العسكرية
المشهد مفتوح على كل السيناريوهات
التصعيد الإيراني الإسرائيلي: قراءة في الخطاب الإعلامي، المواقف الدولية، والقدرات العسكرية
-
14 يونيو 2025, 1:27:36 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تتكامل أبعاد المواجهة لتشمل الجبهات الإعلامية والسياسية والعسكرية. وبعيدًا عن تبادل الضربات، فإن مسار الأحداث بات يُصاغ أيضًا في غرف الأخبار، وقاعات الأمم المتحدة، وأروقة العواصم العالمية. هذا التقرير يحلل أبرز جوانب التصعيد، من الخطاب الإعلامي إلى التحركات الدولية، وصولًا إلى الردود العسكرية والتقييم الميداني.
مقارنة الخطاب الإعلامي الإيراني والإسرائيلي: حرب روايات تخوضها القنوات
يتباين الخطاب الإعلامي في طهران وتل أبيب بشكل كبير، مما يعكس التوجهات السياسية لكل طرف. ففي الوقت الذي تسعى فيه وسائل الإعلام الإيرانية إلى تصوير الهجمات على أنها ردود مشروعة و"محسوبة" ضمن إطار الردع الدفاعي، تركّز وسائل الإعلام الإسرائيلية على إظهار الخطر الإيراني و"التهديد الوجودي" المتصاعد، مع تغطية موسعة للملاجئ، الخسائر، والاستنفار الأمني.
كلا الطرفين يستخدم الإعلام كأداة لحشد الدعم الشعبي وتوجيه الرأي العام، ما يؤكد أن المعركة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالكلمات والصور أيضًا.
تحركات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية: ضغوط خجولة ووساطات محدودة
على صعيد المنظمات الدولية، تبقى الأمم المتحدة في موقفها التقليدي من "الدعوة إلى التهدئة"، دون امتلاك أدوات حقيقية لفرضها. فقد دعت عدة جهات أممية إلى ضبط النفس، في حين لم تُسفر الجهود الدبلوماسية حتى الآن عن أي تقدم جوهري على الأرض.
أما المنظمات الحقوقية، فاقتصرت تحركاتها على إصدار بيانات إدانة للطرفين، مع تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني، خصوصًا في حال توسّع العمليات العسكرية لتشمل دولًا أخرى في المنطقة.
ردود فعل الولايات المتحدة والدول الكبرى: دعوات للتهدئة واصطفافات حذرة
تلعب الولايات المتحدة دورًا مركزيًا في إدارة التصعيد، إذ طالبت الطرفين بضرورة احتواء التوتر، مع التأكيد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وهو ما يُعد تكرارًا للموقف الأمريكي التقليدي. في المقابل، أبدت روسيا والصين قلقًا من انفجار الأوضاع، دون تبنّي موقف واضح لصالح أحد الطرفين.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد دعا إلى ضبط النفس، محذرًا من أن استمرار التصعيد سيؤثر على استقرار المنطقة وسلاسل الإمداد العالمية، خاصة في قطاع الطاقة.
تحليل الرد الإيراني: قدرات متطورة وهجمات دقيقة
جاء الرد الإيراني متنوعًا، واستخدمت فيه طهران مزيجًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الدقيقة، في عمليات استهدفت منشآت ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل. وقد أظهر هذا الرد تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية الإيرانية، سواء على مستوى الدقة أو مدى الوصول.
إضافة إلى ذلك، فعّلت إيران أنظمة الدفاع الجوي بشكل مكثف، وتمكنت من اعتراض عدد من الهجمات الإسرائيلية، مما يشير إلى جاهزية أعلى مما كان متوقعًا.
المشهد مفتوح على كل السيناريوهات
في ظل التباينات في الخطاب الإعلامي، وتباين المواقف الدولية، واستمرار العمليات العسكرية من الطرفين، يبقى التصعيد بين إيران وإسرائيل قابلًا للانفجار في أي لحظة. ما لم تتدخل قوى كبرى بفعالية لفرض وقف إطلاق نار شامل، فإن المنطقة ستظل على شفا تصعيد أوسع قد يصعب احتواؤه لاحقًا.









