تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إيران وإسرائيل، تبرز تحولات مهمة في المشهد الإقليمي تشمل تحركات عسكرية على الحدود، وتغييرات في قواعد الاشتباك، إضافة إلى تدخلات دولية وإقليمية تهدف لمنع انفجار الوضع. هذا التقرير يرصد أبرز التطورات العسكرية والسياسية، ويستعرض قدرات إيران النووية والصاروخية في ضوء الأحداث الجارية.

تحركات عسكرية متسارعة وتغير في قواعد الاشتباك

تشهد الحدود السورية-اللبنانية، وكذلك الجبهات الغربية لإيران، تحركات غير مسبوقة للقوات العسكرية، سواء من قبل الحرس الثوري الإيراني أو الجيش الإسرائيلي. وبحسب مصادر ميدانية، فإن الجانبين قاما بتغيير قواعد الاشتباك، حيث لم يعد الرد محدودًا على مواقع عسكرية تقليدية، بل امتد ليشمل منشآت حساسة وبنى تحتية استراتيجية.

وقد أظهرت إسرائيل استعدادًا لضرب أهداف داخل العمق الإيراني، في حين رفعت طهران من درجة جاهزية منظومات الدفاع الجوي ونقلت معدات صاروخية إلى مواقع محصنة.

استعراض خسائر الطرفين: انعكاسات مباشرة على توازن القوة

لا يمكن تجاهل الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالطرفين خلال الأسابيع الأخيرة. ففي الجانب الإيراني، تم استهداف عدد من المنشآت النووية ومراكز القيادة، بينما تكبدت إسرائيل خسائر في البنية التحتية ومواقع عسكرية، إضافة إلى إصابات في صفوف المدنيين والعسكريين.

هذه الخسائر، رغم كونها محدودة حتى الآن، إلا أنها تؤثر بشكل واضح على مسار الصراع وتقدير كل طرف لردود الفعل المقبلة، ما يزيد من احتمالية دخول وساطات جديدة لتفادي توسع الحرب.

الدور الإقليمي والدولي: جهود متباينة لكبح جماح التصعيد

تلعب عدة أطراف إقليمية ودولية أدوارًا مختلفة في محاولة احتواء التوتر. فمن جهة، تسعى دول الخليج، وخصوصًا قطر وسلطنة عمان، إلى الوساطة بين الطرفين عبر قنوات دبلوماسية خلف الكواليس. ومن جهة أخرى، تحاول الولايات المتحدة استخدام نفوذها لثني إسرائيل عن التصعيد الكامل، في حين تمارس روسيا والصين ضغوطًا على إيران لعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.

ومع ذلك، تبقى هذه الجهود محدودة التأثير ما لم يقبل الطرفان بتنازلات تكتيكية، خاصة في ظل تضارب المصالح الدولية في الملف الإيراني.

تقييم القدرات النووية والصاروخية الإيرانية: تطور لافت وردع محتمل

شهدت القدرات النووية والصاروخية الإيرانية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وهو ما يجعل من أي مواجهة مباشرة مع إيران أمرًا محفوفًا بالمخاطر. إيران تمتلك اليوم مئات الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، بعضها قادر على الوصول إلى عمق إسرائيل، فضلًا عن ترسانة من الطائرات المسيّرة المتقدمة.

أما على صعيد الملف النووي، فتشير تقارير دولية إلى أن إيران باتت على مقربة من العتبة النووية، مما يزيد من مخاوف إسرائيل ويدفعها لتكثيف ضرباتها الاستباقية.

 التوازن الهش يفرض واقعًا معقدًا

في ضوء كل ما سبق، يبدو أن التوازن القائم بين الردع والتصعيد هو ما يمنع حتى الآن اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل. ومع استمرار التحركات العسكرية والخسائر المتبادلة، يبقى التدخل الدولي هو الأمل الوحيد لكبح جماح الانفجار، في ظل مشهد إقليمي ودولي شديد التعقيد والحساسية.