-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
129 يوماً من التدمير الممنهج في شمال الضفة الغربية: ماذا بقي بعد الاجتياح؟
اجتياحات متكررة واستهداف مباشر للمواطنين
129 يوماً من التدمير الممنهج في شمال الضفة الغربية: ماذا بقي بعد الاجتياح؟
-
29 مايو 2025, 1:40:33 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
تقرير ميداني خاص _ محمد خميس
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، لم تكن غزة وحدها ساحة الانتهاكات، بل تشهد الضفة الغربية—وتحديدًا شمالها—تصعيدًا خطيرًا منذ أكثر من أربعة أشهر. حيث تدخل العمليات العسكرية يومها الـ129، وقد خلّفت وراءها دمارًا واسعًا وانهيارًا شبه تام في البنية المجتمعية والمدنية في عدة مناطق.
اجتياحات متكررة واستهداف مباشر للمواطنين
منذ بدء الحملة العسكرية، تتعرض مدن شمال الضفة، وعلى رأسها جنين ونابلس وطولكرم، لاجتياحات ليلية متكررة، ترافقها عمليات هدم للمنازل والبنية التحتية، واعتقالات جماعية، وإعدامات ميدانية بحق الشباب الفلسطيني.
بحسب مصادر محلية وشهادات ميدانية، يتعمد جيش الاحتلال استهداف مركبات الإسعاف والمراكز الطبية، بالإضافة إلى تعطيل المدارس والجامعات من خلال فرض الحصار أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية مؤقتة.
دمار واسع للبنية التحتية
علاوة على ذلك، طالت حملات الاحتلال البُنى التحتية الحيوية، من شبكات المياه والكهرباء إلى الطرق والمرافق العامة، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة. وتشير تقارير هندسية محلية إلى أن نسبة الدمار في بعض الأحياء تجاوزت 60%، في حين أصبحت أحياء بأكملها غير صالحة للسكن.
تهجير قسري وتفريغ ديمغرافي
وتُظهر الوقائع الميدانية أن ما يجري ليس مجرد "عمليات أمنية"، بل سياسة ممنهجة لتهجير السكان. حيث اضطر مئات العائلات إلى ترك منازلهم تحت وطأة القصف المستمر أو بعد تهديدات مباشرة من قوات الاحتلال. كما تزايدت حالات الهجرة الداخلية، حيث انتقل كثيرون إلى مناطق أقل عرضة للاجتياح رغم ضيق الإمكانيات هناك.
صمت دولي وتواطؤ رسمي
رغم حجم الانتهاكات، لا تزال مؤسسات المجتمع الدولي تلتزم صمتًا مريبًا، وسط تواطؤ واضح من بعض الجهات الرسمية، ما يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه دون أي خوف من المساءلة.
وفي هذا الإطار، تؤكد مؤسسات حقوقية محلية ودولية، أن ما يجري في شمال الضفة يرتقي إلى جرائم حرب وعمليات "تطهير عرقي" صامتة، تتم بأدوات مدروسة وبغطاء أمني وسياسي دولي.
شهادات من الأرض: صمود رغم الجراح
ورغم القصف والدمار، يواصل سكان شمال الضفة صمودهم وتمسّكهم بأرضهم. في إحدى الشهادات، قال أحد سكان مخيم جنين: "نُقصف، نُهدم، نُطارد... لكننا باقون. هذه أرضنا ولن نرحل عنها".
في السياق ذاته، أطلقت مؤسسات محلية حملات دعم ومساندة لتوفير الإغاثة للسكان المتضررين، إلا أن الحاجات الميدانية تفوق بكثير الإمكانيات المتاحة، في ظل استمرار الحصار وتضييق الخناق على العمل الإنساني.
ماذا بقي من شمال الضفة؟
في المحصلة، وبعد 129 يومًا من التدمير الممنهج، تحوّلت مناطق واسعة من شمال الضفة إلى مساحات أشباح: أحياء مدمرة، بيوت خاوية، مدارس مغلقة، ومستشفيات شبه معطلة. ورغم كل ذلك، يبقى الشعب الفلسطيني، في الضفة كما في غزة، عنوانًا للصمود والإرادة التي لا تُكسر.
في هذا المشهد المأساوي، يتجلى سؤال مصيري: إلى متى سيبقى العالم يتجاهل ما يحدث؟ ومتى سيتحوّل الغضب الشعبي إلى فعل سياسي ومحاسبة قانونية؟









