جير بيدرسون يعلن قرب مغادرته منصبه كمبعوث أممي إلى سوريا

profile
  • clock 18 سبتمبر 2025, 8:09:37 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جير بيدرسون

كتبت/ غدير خالد

مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يعتزم التنحي وسط تعثر الحل السياسي

أعلن جير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، اليوم الخميس، أمام مجلس الأمن الدولي، أنه بصدد التخلي عن منصبه في "المستقبل القريب"، بعد سبع سنوات قضاها في محاولة التوسط لحل سياسي للصراع الذي مزق البلاد منذ عام 2011. وأوضح بيدرسون، البالغ من العمر 69 عامًا، أن قراره يأتي لأسباب شخصية، رغم أنه استمر في أداء مهامه بسبب التطورات المتسارعة في الملف السوري.

وكان بيدرسون قد تولى منصبه في عام 2018، خلفًا لستيفان دي ميستورا، في وقت كانت فيه سوريا تعيش تحت وطأة الحرب الأهلية، والانقسامات السياسية والعرقية والدينية، إلى جانب التدخلات الخارجية التي فاقمت الأزمة، وعلى رأسها العدوان المستمر من قبل الكيان الصهيوني على الأراضي السورية.

مهمة معقدة في ظل الاحتلال والعدوان والتدخلات الإقليمية

طُلب من بيدرسون تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل بين الحكومة السورية والمعارضة، لكن جهوده اصطدمت مرارًا بتعقيدات ميدانية وسياسية، أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي على مواقع داخل سوريا، وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة، جعلت من مهمة الوساطة شبه مستحيلة.

وفي خضم الفوضى، سيطر تنظيم داعش على أجزاء واسعة من البلاد، قبل أن يفقد آخر معاقله في عام 2019، إلا أن خلاياه النائمة لا تزال تشكل تهديدًا أمنيًا. كما شهدت البلاد في ديسمبر 2024 تحولًا سياسيًا كبيرًا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، دون أن ينعكس ذلك بشكل ملموس على مسار التسوية السياسية.

دعوة لدعم دولي شامل في المرحلة المقبلة

في كلمته أمام مجلس الأمن، دعا بيدرسون المجتمع الدولي إلى تقديم دعم فعّال لسوريا وشعبها، من أجل ضمان تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري في صياغة مستقبل البلاد. وقال: "يجب أن يحصل كل السوريين على فرصة حقيقية للمشاركة في الفصل الجديد من تاريخهم، بعيدًا عن العدوان والانقسامات".

وأضاف: "سوريا بحاجة إلى دعم دولي حقيقي، لا مجرد بيانات سياسية، فالشعب السوري يستحق السلام بعد سنوات من المعاناة تحت الاحتلال والدمار".

 نهاية مرحلة وبداية تحديات جديدة

رحيل بيدرسون عن منصبه يمثل نهاية مرحلة طويلة من الوساطة الأممية التي لم تحقق اختراقًا حقيقيًا في الأزمة السورية، لكنه يفتح الباب أمام مراجعة شاملة للمقاربات الدولية تجاه الملف السوري. وبينما يستمر الكيان الصهيوني في عدوانه على الأراضي السورية، تبقى الحاجة ملحة لتحرك دولي جاد يعيد لسوريا سيادتها واستقرارها، ويمنح شعبها فرصة للعيش بعيدًا عن الحروب والانقسامات.

كلمات دليلية
التعليقات (0)