-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
د.رعد هادي جبارة يكتب: ينبغي تسهيل زواج الشباب ومساعدتهم
د.رعد هادي جبارة يكتب: ينبغي تسهيل زواج الشباب ومساعدتهم
-
29 مايو 2025, 1:42:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدعوة من الهيئة الإدارية للمركز القرآني في طهران (دولة آباد) ألقيت محاضرة، بصفتي الأمين العام للمجمع القرآني الدولي، بمناسبة ذكرى زواج أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع) من سيدة نساء العالمين فاطمة(ع) بنت رسول الله محمد (ص) في الأول من شهر ذي الحجة من العام الثاني للهجرة.
من الضروري أن نهتم بهذه المناسبة المهمة التي أدخلت السرور على قلب النبي الخاتم،وفرحت لها ملائكة الجنان والحور العين، و جميع المسلمين،أن نفرح لها و ينبغي أن نركّز على سنّة الزواج وقواعده وأحكامه و مناقب هذين الزوجين العظيمين الهاشميين، و فضائلهما والآيات الواردة بحقهما، والروايات التي تصف فضائلهما،باختصار.
وعلينا أن نتدبر كيفية وقوع هذا الزواج المبارك عندما كان الإمام علي بن أبي طالب يبلغ الـ٢٤ من العمر، وجاء الوحي ليخبر ويأمر النبي محمداً بتزويجهما، فقال لعلي (ع):هذا جبريل يخبرني أن الله تبارك وتعالى زوّجك فاطمة وأشهدَ على تزويجكما 40 ألف ملك من ملائكته المقربين.
ومن سموّ أخلاق النبي (ص) أنه قال لفاطمة(ع):يافاطمة إن الله جل ذكره اطّلع إلى الأرض إطّلاعة فاختار منها بعلك،فأوحى اليّ فأنكحتكه، يافاطمة إن لكرامة الله إياك زوّجك أقدمهم سلماً (إسلاما) وأعظمهم حلماً،وأكثرهم علماً،فسُرّت بذلك فاطمة (ع)واستبشرت بما قال لها رسول الله (ص)فأراد أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله لها،فقال (ص):يافاطمة!لعليٍّ ثمان خصال:إيمانه بالله، و برسوله،وعلمه،وحكمته،وزوجته،وسبطاه،وأمره بالمعروف،ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله.).
فالنبي (ص) لم يشأ أن يكون زواج ابنته فقط بالأوامر،وإنما عن بصيرتها و قناعتها بخطيبها. وعندما نعلم أن النبي (ص)يقول لسيدة نساء أهل الجنةفاطمة(ع):[أتاني ملك، فقال: يا محمد،إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: قد زوّجتُ فاطمة من علي فزوّجها منه..]فإننا ندرك أن هذا التزويج قد تم بأمر رباني وبمشيئة إلهية،ثم قال (ص):(وإن أهل السماء قد فرحوا بذلك) إذن؛أليس الأجدر بنا نحن أيضا أن نفرح بهذه المناسبة التي أدخلت السرور على أهل السماء؟!
لا نغفل الصعوبات الكثيرة التي يواجهها الشباب لكي يتزوجوا ويصونوا أنفسهم من الانحرافات ويكملوا نصف دينهم، وعلى الآباء تسهيل زواج الشباب والتعاون معهم في قضية المهور وتكوين بيت الأسرة والتغلب على الغلاء وعدم اشتراط عقد الحفلات الباهضة والمراسم المكلفة في الصالات الفخمة، إن سعادة العروس ليست بغلاءالمهور ولا التكاليف الكثيرة ولا الصالات الفخمة والباهظة وإنما بالانسجام والتفاهم والمودة والتسامح والتواضع وزرع المحبة في قلب الزوجين وبالذرية الصالحة.
وختاما، أذكر بالرواية: (لولا أن أمير المؤمنين"علي" ع تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الارض؛آدم فما دونه).









