ماذا حققت زيارة العليمي لروسيا؟

صنعاء- موسكو.. هل تفتح روسيا بوابة جديدة في اليمن؟

profile
  • clock 29 مايو 2025, 1:54:45 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صورة من اللقاء

خاص_ محمد خميس

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبرز زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى موسكو كمحطة سياسية بالغة الأهمية. فما الذي تريده روسيا من اليمن؟ وماذا حققت هذه الزيارة؟ وما هي ملامح الخطة الروسية في خضم الحرب المستمرة في البلاد؟ هذا التقرير السياسي يسلط الضوء على أبعاد الدور الروسي المتصاعد في الساحة اليمنية.

ماذا تريد روسيا من اليمن؟

من الواضح أن روسيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، وهما موقعان استراتيجيان ضمن خارطة النفوذ الدولي في الشرق الأوسط. فاليمن، بموقعه الجغرافي الفريد، يمثل نقطة ارتكاز مهمة لأي قوة كبرى تسعى للتأثير في التوازنات الإقليمية، وروسيا ليست استثناءً.

بالإضافة إلى ذلك، تحاول موسكو استثمار حالة الجمود السياسي والعسكري في اليمن لطرح نفسها كوسيط دولي موثوق، خاصة بعد أن تراجعت أدوار بعض القوى التقليدية كواشنطن ولندن في هذا الملف. وهذا الطموح يعكس رغبة روسيا في لعب دور أكبر في ملفات المنطقة، خصوصًا في ظل توسع نشاطها في سوريا وليبيا سابقًا.

ماذا حققت زيارة العليمي لروسيا؟

زيارة العليمي إلى موسكو حملت في طياتها رسائل سياسية واقتصادية متعددة. أولًا، هدفت الزيارة إلى كسر الجمود الدبلوماسي مع روسيا، وإعادة تنشيط العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التباعد الناتج عن الحرب اليمنية.

ثانيًا، ناقش العليمي مع المسؤولين الروس إمكانية تقديم موسكو دعماً سياسياً أكبر لمجلس القيادة الرئاسي في المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن. كما طلب من الجانب الروسي المساعدة في التوسط لإنهاء الحرب ودعم جهود السلام.

ثالثًا، وعلى الصعيد الاقتصادي، تناولت الزيارة فرص التعاون في مجالات الطاقة، والبنى التحتية، وإعادة الإعمار، وهي ملفات تبدو مغرية لموسكو الباحثة عن موطئ قدم في جنوب شبه الجزيرة العربية.

ما هي خطة روسيا بجانب اليمن في ظل الحرب الدائرة؟

من خلال تحركاتها الأخيرة، يبدو أن روسيا لا تسعى فقط للتموضع الدبلوماسي، بل أيضًا لوضع أسس لمبادرة استراتيجية طويلة الأمد في اليمن. ففي ظل تعقّد المشهد اليمني، تسعى موسكو إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الحوثيين، وذلك لضمان دور فعال في أي ترتيبات سياسية مستقبلية.

وعلى الرغم من عدم انخراط روسيا المباشر في النزاع المسلح، فإنها تتطلع إلى لعب دور الضامن الدولي لأي اتفاق سلام، وهو ما يمنحها مكانة جديدة على الطاولة الإقليمية والدولية. كما أن تواجدها في اليمن، ولو عبر بوابات دبلوماسية أو اقتصادية، يتيح لها مراقبة الملاحة في البحر الأحمر، ومنافسة النفوذ الغربي التقليدي هناك.

هل تنجح موسكو في فتح بوابة جديدة في اليمن؟

إن تطلع روسيا لتعزيز حضورها في اليمن يضعها أمام تحديات كبيرة، لكنه يمنحها أيضًا فرصًا ثمينة. فإذا استطاعت موسكو الموازنة بين علاقتها بمختلف القوى اليمنية، وتعزيز نفوذها دون إثارة قلق اللاعبين الإقليميين، فقد تجد نفسها لاعبًا أساسيًا في مستقبل اليمن، وتفتح بذلك بوابة جديدة نحو جنوب الجزيرة العربية.

التعليقات (0)