تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

استقبل زعيم ائتلاف الوطنية، الدكتور إياد علاوي، في مكتبه ببغداد، سعادة السفير الأسترالي في العراق غلين مايلز، في لقاء يعكس حرص الجانبين على تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير مجالات التعاون المختلفة.

وشكّل هذا اللقاء محطة مهمة لمناقشة قضايا ذات طابع سياسي واقتصادي وثقافي، إلى جانب التطرق إلى التطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

بحث سبل تعزيز العلاقات العراقية – الأسترالية

أكد الدكتور إياد علاوي خلال حديثه مع السفير الأسترالي على أهمية توطيد العلاقات العراقية – الأسترالية، مشددًا على أن العراق يتطلع إلى شراكات حقيقية مع المجتمع الدولي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأشار علاوي إلى أن تعزيز التعاون مع أستراليا يمكن أن يسهم في تطوير البنية الاقتصادية العراقية و تبادل الخبرات في المجالات التعليمية والثقافية و دعم المشاريع التنموية التي تخدم المواطن العراقي مباشرة.

دور أستراليا في دعم العراق

أشاد الدكتور علاوي بالدور الذي تضطلع به أستراليا في دعم العراق على المستويات كافة، سواء في إطار المساعدات الإنسانية أو المساهمة في برامج إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية.
كما أكد أن العراق يثمّن مواقف أستراليا الداعمة لاستقراره، خصوصًا في الفترات التي شهد فيها البلد تحديات أمنية وسياسية كبيرة.

الانتخابات المقبلة وضمان النزاهة

وفي سياق الحديث عن المستقبل السياسي للعراق، شدد الدكتور إياد علاوي على ضرورة تهيئة بيئة انتخابية نزيهة وشفافة، تتيح لجميع العراقيين التعبير عن إرادتهم بحرية بعيدًا عن أي ضغوط أو تدخلات خارجية.
وقال علاوي: "إن تحقيق نزاهة الانتخابات يمثل خطوة أساسية لضمان الاستقرار السياسي، وبناء مؤسسات قوية قادرة على خدمة المواطن وتحقيق التنمية".

الموقف الأسترالي: دعم متواصل للعراق

من جانبه، عبّر السفير الأسترالي غلين مايلز عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن أستراليا حريصة على استمرار التعاون مع العراق.

وأشار مايلز إلى أن بلاده تنظر إلى العراق كشريك استراتيجي في المنطقة، وتدعم جهوده في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، وتطمح إلى بناء مستقبل أفضل قائم على التعاون والتكامل.

تطورات إقليمية ودولية على طاولة الحوار

لم يقتصر اللقاء على الشأن الثنائي فحسب، بل تناول أيضًا التطورات الإقليمية والدولية. فقد ناقش الطرفان تداعيات الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وأهمية التنسيق الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، مثل الإرهاب، وأزمات الطاقة، والتغيرات المناخية التي تؤثر على الأمن الغذائي والمائي.

أهمية اللقاء في هذا التوقيت

يأتي هذا اللقاء في ظل مرحلة حساسة يمر بها العراق، حيث يواجه تحديات داخلية مرتبطة بالانتخابات المقبلة، وتحديات خارجية تتعلق بموقعه الجيوسياسي وأهمية علاقاته الإقليمية والدولية.
ويعكس استقبال الدكتور إياد علاوي للسفير الأسترالي حرص القيادات العراقية على توطيد العلاقات الخارجية كعامل مساعد لتحقيق الاستقرار الداخلي.

البعد الاقتصادي والثقافي للتعاون

التعاون بين العراق وأستراليا لا يقتصر على السياسة والأمن، بل يمتد إلى مجالات أخرى مثل التعليم حيث يمكن للجامعات العراقية الاستفادة من خبرة الجامعات الأسترالية المتقدمة و الزراعة نظرًا لخبرة أستراليا في إدارة الموارد الطبيعية و الاستثمار: من خلال فتح مجالات جديدة للشركات الأسترالية في السوق العراقية والثقافة عبر تبادل البرامج الثقافية والفنية بما يعزز التفاهم بين الشعبين.

تعزيز صورة العراق دوليًا

يحرص الدكتور إياد علاوي من خلال هذه اللقاءات على إبراز صورة العراق كدولة منفتحة على العالم، تسعى إلى بناء شراكات قائمة على التعاون المتبادل.

كما يبعث اللقاء برسالة واضحة بأن العراق ليس معزولًا، بل هو جزء فاعل في المجتمع الدولي، ويملك مقومات للمساهمة في استقرار المنطقة.

مستقبل العلاقات العراقية – الأسترالية

يتوقع مراقبون أن يسهم هذا اللقاء في فتح آفاق جديدة للتعاون بين العراق وأستراليا، خصوصًا مع وجود رغبة مشتركة من الجانبين لتعزيز الشراكة.

ففي ظل التحولات الإقليمية والدولية، تبرز الحاجة إلى توطيد العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعب العراقي، ويعزز حضور أستراليا كداعم أساسي للعراق في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية.