-
℃ 11 تركيا
-
30 سبتمبر 2025
القسام يحذر: حياة أسيرين إسرائيليين في خطر ويشترط وقف الطلعات الجوية
تهديد مبطن ورسالة سياسية
القسام يحذر: حياة أسيرين إسرائيليين في خطر ويشترط وقف الطلعات الجوية
-
28 سبتمبر 2025, 12:58:55 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القسام
محمد خميس
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تصريحات عاجلة نقلتها قناة الجزيرة، عن انقطاع التواصل مع الأسيرين الإسرائيليين عمري ميران ومتان إنغرست نتيجة ما وصفته بـ "العمليات الهمجية" التي شنها جيش الاحتلال في حيي الصبرة وتل الهوى جنوب مدينة غزة.
وأكدت الكتائب أن حياة الأسيرين أصبحت في خطر داهم بسبب القصف المستمر والطلعات الجوية الكثيفة التي تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية في المنطقة.
مطالب القسام لوقف العمليات
شددت كتائب القسام في رسالتها على أن السبيل الوحيد لمحاولة إنقاذ حياة الأسيرين هو التزام جيش الاحتلال بعدة شروط أساسية، أبرزها:
التراجع الفوري عن جنوب شارع 8 في غزة.
وقف الطلعات الجوية الإسرائيلية لمدة 24 ساعة كاملة، ابتداءً من الساعة 18:00 مساءً بتوقيت فلسطين.
توفير الظروف الميدانية التي تسمح للمقاومة بمحاولة إخراج الأسيرين من مواقع الخطر.
تهديد مبطن ورسالة سياسية
تُعد هذه التصريحات بمثابة إنذار مباشر لإسرائيل، حيث حمّلت كتائب القسام الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرين.
ويرى مراقبون أن هذه الرسالة تمثل أيضًا ورقة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه انتقادات داخلية بشأن إدارة ملف الأسرى وعدم التوصل إلى اتفاق تبادل مع حماس.
انعكاسات داخل إسرائيل
أثارت هذه التصريحات العاجلة ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حيث يشكّل ملف الأسرى أحد أكثر الملفات حساسية لدى الرأي العام.
عائلات الأسرى قد تضاعف ضغوطها على الحكومة للموافقة على شروط التهدئة أو الدخول في مفاوضات.
المعارضة الإسرائيلية قد تستغل الموقف لانتقاد سياسات الحكومة الحالية وتوجيه اتهامات بالتقصير.
الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على خطورة استمرار العمليات العسكرية في غزة، وما قد يترتب عليها من مخاطر فقدان حياة الأسرى.
الميدان بين القصف والتصعيد
من الناحية الميدانية، تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ غارات عنيفة على مناطق متفرقة في غزة، خاصة في حي الصبرة وتل الهوى. وتؤكد مصادر محلية أن هذه العمليات ألحقت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية والمباني السكنية.
وفي المقابل، تحاول فصائل المقاومة الفلسطينية التمسك بخطوطها الدفاعية والتأكيد على أن الاحتلال لن ينجح في كسر إرادتها رغم شدة التصعيد العسكري.
ملف الأسرى كورقة تفاوضية
لطالما اعتبرت حماس أن ملف الأسرى هو ورقة استراتيجية في أي مفاوضات مستقبلية مع الاحتلال. وسبق للحركة أن أبرمت صفقات تبادل مهمة، مثل صفقة شاليط عام 2011، التي تم بموجبها الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
اليوم، ومع إعلان كتائب القسام عن انقطاع التواصل مع الأسيرين، قد تعود معادلة الأسرى لتكون في صدارة المشهد السياسي والعسكري، مع تصاعد الضغوط على القيادة الإسرائيلية لإيجاد حلول عاجلة.
رسائل إنسانية وإعلامية
إلى جانب الرسائل العسكرية، حرصت كتائب القسام على توجيه خطاب إنساني للرأي العام، مفاده أن حياة الأسيرين في خطر بسبب إصرار الاحتلال على الاستمرار في عملياته الهمجية.
هذا الخطاب يهدف إلى:
تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة أمام ذوي الأسرى.
تعزيز التعاطف الدولي مع الموقف الفلسطيني، وإبراز أن استمرار القصف يعرض حياة المدنيين والأسرى للخطر.
توجيه الأنظار نحو فشل الاحتلال في حماية جنوده وأسراه.
السيناريوهات المحتملة
المراقبون يرون أن الوضع الحالي قد يتطور وفق عدة سيناريوهات:
استجابة إسرائيلية مشروطة: قد يوافق الاحتلال جزئيًا على وقف الطلعات الجوية أو خفضها مؤقتًا، مع الإبقاء على عمليات محدودة.
تصعيد عسكري متبادل: في حال تجاهل الاحتلال شروط القسام، قد تتصاعد المواجهات بشكل أكبر وتزداد خسائره.
فتح باب الوساطات: قد تتحرك أطراف إقليمية مثل مصر أو قطر للتوسط بهدف إنقاذ حياة الأسرى ومنع انفجار أكبر.
أهمية التوقيت
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس تشهد فيه المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا حول الأوضاع في غزة، ما يجعل من ورقة الأسرى عنصرًا ضاغطًا على إسرائيل خلال هذه المرحلة.
كما أن المطالبة بوقف الطلعات الجوية 24 ساعة فقط يعكس محاولة القسام اختبار جدية الاحتلال في التعامل مع الملف، وربما تمهيدًا لخطوات تفاوضية لاحقة.









