-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
يوعنا غونين: هكذا يجعلون القتل الجماعي أمر طبيعي
يوعنا غونين: هكذا يجعلون القتل الجماعي أمر طبيعي
-
21 مايو 2025, 1:08:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
“الجميع تعودوا على أنه يمكن قتل مئة غزي في ليلة واحدة في الحرب، وهذا لا يهم أي أحد”، قال عضو الكنيست تسفي سوكوت في برنامج “اوفيرا ولفنسون”، واثار عاصفة صغيرة خفتت بسرعة. من السهل الصدمة من سوكوت، وهو رسول التطهير العرقي وشهوة الانتقام.
لكن لسبب ما لم يوجه احد أي نظرة لمجري المقابلة، حاييم لفنسون، الذي الصياغة العنيفة هي هوايته المفضلة، لم يكلف نفسه التطرق ولو بكلمة واحدة الى الاقوال المخيفة. هكذا بالضبط يجعلون القتل الجماعي أمر طبيعي. السوكوتيون يحرضون على الإبادة الجماعية واللفنسونيون يوافقون بصمت، لفنسون لم يكتف بأن يشرع بالصمت. بعد بضع ساعات نشر في تويتر نص طويل وممل، مليء بالامال الفارغة والهراء التلمودي. الغرض من ذلك هو اثبات ان إسرائيل لا تقوم بارتكاب إبادة جماعية في غزة. انا ساوضح الامر مسبقا: لا يوجد لي أي اهتمام بالسؤال العقيم ما اذا كان ذلك إبادة جماعية أم لا، وكأن المصطلح هو المهم. قل ما تريده عن الاتراك، الصرب، الكمبوديين والروانديين. في الوقت الذي ذبحوا فيه عشرات آلاف الأشخاص فانهم على الأقل لم ينخرطوا في نقاش متوتر ومتغطرس حول ما اذا كانت كومة الجثث قد تجاوزت بالفعل عتبة التعريف القانوني.
في نهاية المطاف هذا هو لب الموضوع: كل هذا العرض لم يستهدف حقا فحص الواقع، بل طمسه، ومثل الأشخاص الذين يشاركون بسذاجة مصطنعة صورة لطفل سمين كدليل على أنه لا توجد مجاعة في القطاع،
أيضا الانشغال بالمصطلحات هو ستارة دخان. نقاش كما يبدو في الوقائع الذي يهدف الى تبرير القتل بدلا من وقفه. فعندما تمحى عائلات كاملة، وعندما يتم تدمير المستشفيات والجامعات بشكل منهجي، وعندما الأطفال يدفنون تحت المباني، وعندما يتم قصف الملايين وتجويعهم وطردهم، فان هذه ليست مشكلة دلالية، بل هي مشكلة اخلاق إنسانية، لفنسون يقول، ضمن أمور أخرى، بان “القانون الدولي ليس قانون، لأنه لا يمثل أي موافقة مشتركة لمجموعة اجتماعية”، جيد، هراء جيد، لكن الاعتقاد بانه مسموح لإسرائيل بان تفعل ما يخطر ببالها، وانه لا يوجد للنخب العالمية المقطوعة عن الواقع الحق في تقييدها، هو امر مشترك للسوكوتيين واللفنسونيين. في الأسبوع الماضي شاهدت محللة في القناة 14 وهي توضح بأن “القانون الدولي هو مثل الايمان الخرافي، هو ينطبق فقط على من يؤمنون به”. هذه صياغة موجزة جدا، وفي الواقع هي تحتاج الى علبة ريتالين من اجل تجاوز جبال الكلمات التي يطرحها لفنسون، وأنه بحاجة على عدسة تكبير للتمييز بين حجته وحجتها.
بيان المصطلحات الخاص به صاغه لفنسون في اعقاب مقال شرح فيه عن سبعة من المحققين البارزين في الإبادة الجماعية، لماذا ما يحدث في غزة ينطبق عليه في هذه المرحلة تعريف الإبادة الجماعية. ولكن أيضا هذه نخب، لذلك فان لفنسون وجه اليهم التهمة الغريبة، أنهم مجرد يحاولون تبرير مجال ابحاثهم. يصعب تجنب الشعور بان من يحتاج هنا الى مبررات هو بالذات الكاتب. “كثيرون في غزة يجب أن يموتوا اليوم وغدا”، كتب لفنسون بعد يومين على مذبحة 7 أكتوبر. وبعد أسبوعين غضب من “كل هذا التشويش العقلي الذي يتم قوله عن المدنيين الأبرياء”. هذه فضيحة، ولن نقول تجاوز القانون الذي يحظر التحريض على الإبادة الجماعية – ليس في بروتوكولات شيوخ الزمر العالمية، بل في كتاب القوانين الإسرائيلي، في ختام أقواله أشار لفنسون الى أنه في المجتمع الإسرائيلي يوجد تيار فاشي، كهاني، مهم جدا، يجب كبحه. هو فقط يجد صعوبة في رؤية أنه هو نفسه قام باستدعاء هذا التيار الى الاستوديو، ووقف بصمت إزاء دعايته المقيتة، وبعد ذلك برر حرب الإبادة التي شنها بتفسيرات مضخمة. الجميع يخافون من السوكوتيين، لكن اللفنسونيين هم الذين جعلوا ذلك أمر ممكن.
بقلم: الصحفي الاسرائيلي يوعنا غونين
المصدر: هآرتس







