-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
وزير الخارجية السوري يزور موسكو الخميس لمناقشة مستقبل القواعد الروسية
وزير الخارجية السوري يزور موسكو الخميس لمناقشة مستقبل القواعد الروسية
-
30 يوليو 2025, 3:09:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أفادت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصدر دبلوماسي مطّلع، بأن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سيتوجه غدًا الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سوري رفيع منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي وتشكيل حكومة جديدة في دمشق.
وتأتي الزيارة في إطار محادثات مستمرة بين موسكو والحكومة السورية الجديدة بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، لا سيما بشأن مصير قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية في شمال غرب البلاد، حيث تسعى روسيا إلى تثبيت وجودها عبر اتفاقات استراتيجية جديدة.
موسكو تسعى لتفاهم جديد
وفي تصريحات سابقة أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في 20 يوليو الجاري خلال مشاركته في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أكد أن بلاده تواصل اتصالاتها مع دمشق بخصوص مستقبل القواعد الروسية، معربًا عن أمله في التوصل إلى "تفاهم يحفظ مصالح الطرفين". وأوضح بوغدانوف أن الأمور تسير "بشكل جيد حتى الآن"، مضيفًا: "لقد جرت فعليًا محادثات بهذا الشأن، ونتوقع أن تتواصل قريبًا".
وأشار المسؤول الروسي في ذلك الحين إلى أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة رسمية إلى الوزير السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو، بهدف بحث مستقبل العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها، العسكرية والسياسية والاقتصادية. كما شدّد على أهمية الحفاظ على علاقات مستقرة ومتينة بين البلدين في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المعقدة.
وأكد بوغدانوف أن الحوار بين الجانبين بشأن قاعدتي حميميم وطرطوس يجري في "روح من التفاهم المتبادل"، بما يعكس رغبة روسية واضحة في التوصل إلى تسوية تضمن استمرار النفوذ الروسي في سوريا، وسط تغيرات سياسية متسارعة تشهدها البلاد منذ سقوط نظام الأسد.
القواعد الروسية… تاريخ ومستقبل
تحتفظ روسيا بوجود عسكري راسخ في سوريا منذ عقود، يتمثل في قاعدتين رئيسيتين:
قاعدة طرطوس البحرية: أُنشئت عام 1971 كمنشأة دعم لوجستي للبحرية الروسية في البحر المتوسط، بموجب اتفاقية ثنائية مع حكومة حافظ الأسد.
قاعدة حميميم الجوية: أنشئت عام 2015 قرب مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، عقب التدخل العسكري الروسي المباشر لدعم نظام بشار الأسد، وشكلت نقطة ارتكاز لعمليات موسكو في سوريا.
وتسعى موسكو اليوم إلى إعادة تثبيت هذا الحضور العسكري عبر تفاهمات جديدة مع القيادة السورية الحالية، بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها دمشق، حيث لم تعد الحكومة الحالية تُعد بالضرورة امتدادًا للنظام السابق.
تصريحات تؤكد الطابع الاستراتيجي للعلاقة
من جانبه، كان الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، قد وصف في وقت سابق العلاقة بين بلاده وروسيا بأنها "استراتيجية وطويلة الأمد"، مشيرًا إلى أن فك الارتباط مع موسكو "لن يتم بين عشية وضحاها"، رغم ما أسماه "ضغوطًا إقليمية ودولية" تسعى لإعادة رسم خارطة التحالفات في المنطقة.
وبينما تُطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة السورية الجديدة على إعادة التفاوض بشأن هذه القواعد، تبدو موسكو حريصة على استباق أي سيناريو يُضعف موقعها، مستندة إلى قوة الأمر الواقع وخبرة عقد كامل من التمركز العسكري والسياسي في الساحة السورية.
وتُعد هذه الزيارة المرتقبة لأسعد الشيباني إلى موسكو مؤشراً على مرحلة تفاوضية دقيقة، تهدف إلى إعادة تعريف طبيعة العلاقة بين دمشق وموسكو، في ظل نظام جديد يسعى إلى إثبات استقلاله مع المحافظة على توازناته الدولية.







