تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية مساء اليوم عن استئناف العمل في معبر الكرامة – المنفذ البري الرئيسي بين الضفة الغربية والمملكة الأردنية الهاشمية – اعتباراً من صباح الغد في كلا الاتجاهين، وذلك بعد أيام من التوقف نتيجة الأوضاع الأمنية والإجراءات الاستثنائية التي فرضت خلال الفترة الماضية.

يعد هذا الإعلان خبراً ساراً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعتمدون على معبر الكرامة كمنفذ وحيد تقريباً للتواصل مع العالم الخارجي، سواء للسفر بهدف العلاج أو التعليم أو الزيارات العائلية، فضلاً عن حركة رجال الأعمال والطلبة والمرضى.

أهمية معبر الكرامة للفلسطينيين

يعتبر معبر الكرامة، الذي يُعرف أيضاً باسم "جسر الملك حسين"، الشريان الأساسي الذي يربط الفلسطينيين في الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن. ومن خلاله، يتم انتقال الأفراد والبضائع بشكل يومي، ما يجعله واحداً من أهم المعابر الفلسطينية وأكثرها حيوية.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن مئات الآلاف من المسافرين يعبرون من خلال هذا المنفذ سنوياً، حيث تسجل هيئة المعابر والحدود الفلسطينية أعداداً متزايدة من الحركة خاصة في مواسم الحج والعمرة، وفترات الصيف التي تشهد سفر الطلبة والمغتربين.

استئناف العمل بعد توقف مؤقت

شهد المعبر خلال الأسبوع الماضي حالة من الإغلاق المؤقت نتيجة توترات أمنية في المنطقة المحيطة، الأمر الذي تسبب في تعطيل حركة آلاف المسافرين، وأثار قلق العائلات الفلسطينية التي كانت في انتظار أقاربها.

وأكدت الهيئة أن قرار استئناف العمل جاء بعد تنسيق مكثف مع الجانب الأردني، مشيرة إلى أن المعبر سيكون مفتوحاً اعتباراً من الغد في كلا الاتجاهين، وفق المواعيد الرسمية المعتمدة.

تصريحات هيئة المعابر والحدود الفلسطينية

قالت الهيئة في بيان رسمي: "إننا نعلن لأبناء شعبنا عن استئناف العمل في معبر الكرامة اعتباراً من صباح الغد في الاتجاهين، وذلك بعد إتمام الترتيبات اللازمة لضمان سلاسة الحركة وتوفير أقصى درجات التسهيل للمسافرين."

وأضافت أن طواقمها جاهزة بالكامل للعمل على مدار الساعة لتسهيل عبور المسافرين، داعية جميع المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات التي تصدرها الإدارة المختصة، بما يضمن سير الحركة بانسيابية.

الأبعاد الإنسانية لإعادة فتح معبر الكرامة

لا يقتصر قرار استئناف العمل في المعبر على كونه إجراءً لوجستياً، بل يحمل أبعاداً إنسانية مهمة، خاصة أن آلاف الحالات المرضية تنتظر السفر إلى الأردن أو دول أخرى لاستكمال العلاج.

كما يشكل المعبر متنفساً للعائلات الفلسطينية التي تشتت أفرادها بين الضفة الغربية والأردن، إذ يسمح بلمّ الشمل وتسهيل الزيارات العائلية.

الأبعاد الاقتصادية والتجارية

من الناحية الاقتصادية، يعد معبر الكرامة بوابة رئيسية لحركة رجال الأعمال والتجار الفلسطينيين الذين يسافرون لإبرام صفقات أو المشاركة في معارض ومؤتمرات خارجية. ويؤدي إغلاق المعبر لفترات طويلة إلى خسائر اقتصادية ملحوظة، نظراً لتوقف جزء من حركة البضائع والأشخاص.

لذلك، فإن عودة العمل بالمعبر تعني استعادة النشاط التجاري والاقتصادي بين الضفة الغربية والأردن، وهو ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الفلسطيني.

معاناة الفلسطينيين مع إجراءات السفر

رغم أهمية استئناف العمل، فإن الكثير من الفلسطينيين يشكون من الإجراءات المعقدة والانتظار الطويل عند السفر عبر معبر الكرامة. إذ غالباً ما يضطر المسافرون للانتظار ساعات طويلة حتى يتمكنوا من العبور، خاصة في أوقات الذروة.

وتسعى هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، بالتعاون مع الجانب الأردني، إلى تطوير آليات التنسيق بهدف تقليص فترة الانتظار وتسهيل الإجراءات، خصوصاً للفئات الأكثر حاجة مثل المرضى وكبار السن.

دعوات لمزيد من التسهيلات

مع إعلان استئناف العمل في المعبر، جدد نشطاء ومؤسسات حقوقية الدعوة إلى ضرورة تحسين ظروف السفر عبر المعابر الفلسطينية، واعتبارها حقاً أساسياً مكفولاً بموجب القوانين الدولية.

وطالبت هذه الجهات بزيادة عدد ساعات العمل اليومية في المعبر، وفتح المجال أمام حركة البضائع بشكل أكثر مرونة، بما يعزز من قدرة الاقتصاد الفلسطيني على الصمود.

السياق السياسي والأمني

لا يمكن فصل خبر استئناف العمل في معبر الكرامة عن السياق السياسي والأمني في الأراضي الفلسطينية. فغالباً ما يرتبط إغلاق أو فتح المعابر بالوضع الميداني والتوترات القائمة.

ويرى مراقبون أن إعادة فتح المعبر في هذا التوقيت تأتي في إطار جهود تهدف إلى التخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في الضفة الغربية، خصوصاً في ظل التصعيد الأمني في المنطقة.

ردود فعل الفلسطينيين

قوبل إعلان هيئة المعابر والحدود الفلسطينية بارتياح واسع بين المواطنين، حيث عبر كثيرون عن أملهم في أن يظل المعبر مفتوحاً بشكل دائم دون تعطيل، حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية والتنقل بحرية أكبر.

وقالت إحدى المسافرات عبر منصات التواصل الاجتماعي: “نحن بحاجة ماسة لأن يبقى معبر الكرامة مفتوحاً، فهو شريان حياتنا ونافذتنا الوحيدة للعالم الخارجي.”