المخاطر الإنسانية

الإعلام العبري: الجيش الإسرائيلي يوسع هجماته ضد الحوثيين ويستخدم أكبر عدد من الذخائر في غارات على اليمن

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 2:26:31 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق على الأراضي اليمنية، حيث أكدت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي زاد وتيرة هجماته ضد الحوثيين بشكل كبير، مستخدمًا عشرات القذائف وعشرات الطائرات المقاتلة في ضربات جوية استهدفت العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في اليمن.

تفاصيل الهجمات الإسرائيلية

وفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني كبير، فإن الجيش الإسرائيلي قرر توسيع نطاق عملياته ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تكثيف الغارات الجوية واستهداف مواقع أكثر حساسية تابعة للجماعة في اليمن.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال استخدمت في هجماتها الأخيرة أكثر من 65 قذيفة، وهو أكبر عدد من الذخائر يتم إطلاقه في عملية واحدة ضد الحوثيين منذ بدء الضربات العسكرية على اليمن.

أما القناة 14 الإسرائيلية فقد أكدت أن نحو 20 طائرة مقاتلة شاركت في الهجوم على صنعاء، حيث نفذت غارات متزامنة على أهداف قالت إنها مواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومنشآت تابعة للحوثيين.

دلالات التصعيد

يمثل هذا التصعيد تحولًا مهمًا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه اليمن، إذ لم تقتصر الضربات على عمليات محدودة، بل اتخذت طابعًا واسعًا وعلنيًا، في رسالة واضحة بأن تل أبيب ماضية في خيار التصعيد العسكري المباشر ضد الحوثيين.

ويرى محللون أن استخدام هذا العدد الكبير من الطائرات والقذائف يعكس رغبة إسرائيل في توجيه ضربة مؤلمة للجماعة، ومنعها من تطوير قدراتها العسكرية أو الاستمرار في تهديد مصالح تل أبيب وحلفائها في البحر الأحمر.

السياق الإقليمي للتصعيد

تأتي هذه الهجمات في وقت يشهد فيه الإقليم توترات متزايدة على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها على المنطقة. فالحوثيون أعلنوا مرارًا أنهم جزء من "محور المقاومة" وأنهم سيواصلون استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر.

وتؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه الضربات الجوية تأتي ردًا مباشرًا على الهجمات الحوثية المتكررة ضد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تسببت بخسائر اقتصادية وأمنية بالغة.

ردود الفعل اليمنية والدولية

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الحوثيين بشأن حصيلة الضربات الأخيرة، لكن وسائل إعلام تابعة لهم أشارت إلى أن طائرات إسرائيلية استهدفت مناطق مدنية في صنعاء، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، في حين تؤكد إسرائيل أن ضرباتها موجهة فقط إلى أهداف عسكرية.

أما على الصعيد الدولي، فقد أعربت منظمات حقوقية عن قلقها من توسع رقعة الحرب الإسرائيلية لتشمل اليمن، محذرة من تداعيات إنسانية كارثية في بلد يعاني أصلًا من أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ سنوات.

الهجمات الإسرائيلية والبعد العسكري

استخدام 20 طائرة مقاتلة دفعة واحدة في الهجوم على صنعاء يعكس مستوى عالٍ من التنسيق العسكري، ويؤكد أن إسرائيل تتعامل مع الساحة اليمنية كجبهة جديدة تتطلب عمليات واسعة النطاق.

كما أن إطلاق 65 قذيفة في عملية واحدة يوضح أن الهدف لم يكن مجرد إرسال رسالة سياسية أو عسكرية، بل محاولة لتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية العسكرية للحوثيين في فترة قصيرة.

تأثير الضربات على الحوثيين

من المرجح أن تؤثر هذه الهجمات بشكل مؤقت على قدرات الحوثيين العسكرية، خصوصًا في ما يتعلق بمخازن الأسلحة ومراكز القيادة، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن الجماعة أثبتت قدرتها في السنوات الأخيرة على إعادة بناء ترسانتها بسرعة، مستفيدة من دعم حلفائها في المنطقة.

ويحذر خبراء من أن هذا التصعيد قد يدفع الحوثيين إلى الرد بشكل أعنف، سواء عبر استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أو محاولة ضرب أهداف أخرى في المنطقة.

البعد السياسي للتصعيد

لا ينفصل التصعيد الإسرائيلي في اليمن عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، إذ تسعى إسرائيل إلى توجيه رسالة قوية لإيران – الداعم الأبرز للحوثيين – بأن نفوذها في المنطقة لن يمر دون رد.

كما تحاول تل أبيب طمأنة واشنطن وحلفائها الخليجيين بأنها قادرة على مواجهة التهديدات في البحر الأحمر، وأنها لن تسمح للحوثيين بفرض معادلات جديدة في الممرات البحرية الدولية.

المخاطر الإنسانية

الضربات الجوية الإسرائيلية على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه اليمنيون منذ سنوات الحرب. إذ تشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن الملايين في اليمن يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

ومع توسع نطاق الغارات الجوية، تتزايد المخاوف من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية، ما قد يعمّق الأزمة الإنسانية في بلد هو الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

التعليقات (0)