-
℃ 11 تركيا
-
25 سبتمبر 2025
الغارات الإسرائيلية على اليمن وتصعيد جديد في غزة: مشهد معقد يفتح جبهات متعددة
دلالات فتح جبهة اليمن
الغارات الإسرائيلية على اليمن وتصعيد جديد في غزة: مشهد معقد يفتح جبهات متعددة
-
25 سبتمبر 2025, 1:46:26 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الغارات الإسرائيلية على اليمن
محمد خميس
في تطور لافت يعكس اتساع دائرة الصراع في المنطقة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين). وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة، فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن العملية جاءت "ردًا على تهديدات مباشرة من اليمن ضد إسرائيل".
تزامن هذا التصعيد مع قصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى استشهاد العشرات خلال الساعات الأخيرة، ما يعكس حجم التوتر العسكري المتصاعد في أكثر من جبهة.
تفاصيل الغارات الإسرائيلية على اليمن
ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الغارات الجوية استهدفت مواقع وصفت بأنها "حيوية" في صنعاء، تشمل مقرات قيادية، معسكرات، ومخازن أسلحة مرتبطة بجماعة الحوثي. وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي، فإن العملية "حققت أهدافها الرئيسية"، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين.
كما أضافت القناة 12 الإسرائيلية أن العملية الجوية انتهت بعد تنفيذ سلسلة ضربات دقيقة استمرت لساعات قصيرة، ما أثار جدلاً واسعًا حول ما إذا كانت إسرائيل بصدد فتح جبهة جديدة أم أن الأمر يندرج في إطار ضربات محدودة ورسائل ردع.
من جانبها، اعتبرت وسائل الإعلام التابعة لأنصار الله أن الغارات تمثل "عدوانًا إسرائيليًا سافرًا" على اليمن، مؤكدة أن الرد "قادِم لا محالة".
أهداف إسرائيل من التصعيد ضد الحوثيين
وفق محللين عسكريين، تسعى إسرائيل من خلال هذه الغارات إلى تحقيق عدة أهداف:
إرسال رسالة ردع إقليمية: إذ تحاول تل أبيب منع الحوثيين من استخدام الأراضي اليمنية كمنصة لإطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة تجاهها.
قطع خطوط الدعم الإيراني: حيث تتهم إسرائيل إيران بدعم الحوثيين بالأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة، وبالتالي فإن ضرب هذه المخازن والمعسكرات يُضعف نفوذ طهران في المنطقة.
التحكم بسيناريو الجبهات المتعددة: بعد أشهر من الحرب على غزة والضغوط من حزب الله في لبنان، تحاول إسرائيل تجنب تهديد إضافي من الجنوب العربي.
ردود الفعل الأولية
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من حكومة صنعاء التابعة للحوثيين، لكن وسائل إعلامهم أكدت أن "العدوان لن يمر دون رد".
في المقابل، أبدت منظمات دولية قلقها من توسع نطاق الحرب ليشمل اليمن، في وقت يعاني فيه البلد من حرب مدمرة منذ 2015 أودت بحياة مئات الآلاف وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
غزة تدفع الثمن الأكبر: عشرات الشهداء خلال ساعات
وفي موازاة الغارات على اليمن، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف لقطاع غزة. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع أن 43 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر اليوم، بينهم أربعة كانوا ينتظرون المساعدات في مناطق وسط وجنوب القطاع.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 65,502 شهيد و167,376 مصابًا، وفق وزارة الصحة في غزة. وتؤكد هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع تحت الحصار والدمار الشامل.
دلالات فتح جبهة اليمن
توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية ليشمل اليمن يثير تساؤلات استراتيجية مهمة:
هل تتحول الغارات إلى حرب مفتوحة مع الحوثيين؟
هل تسعى إسرائيل لجر الولايات المتحدة وحلفائها إلى مواجهة مباشرة مع طهران عبر وكلائها في المنطقة؟
هل ستنجح الضغوط الدولية في منع الانزلاق إلى صراع إقليمي واسع؟
يرى مراقبون أن إسرائيل تحاول "اختبار رد الفعل" من الحوثيين، فإذا جاء الرد محدودًا، قد تكتفي بالضربات الجوية الأخيرة. أما إذا كان الرد واسعًا، فقد تجد نفسها مضطرة لتوسيع العمليات العسكرية، وهو ما يعرضها لاستنزاف إضافي إلى جانب جبهتي غزة ولبنان.
البعد الإنساني: مأساة متكررة
في كلتا الساحتين – غزة واليمن – يبقى المدنيون هم الخاسر الأكبر. ففي غزة، يعيش أكثر من 2.4 مليون فلسطيني تحت القصف والمجاعة وانهيار البنية التحتية. وفي اليمن، يواجه أكثر من 70% من السكان خطر المجاعة والكوليرا نتيجة الحرب الممتدة منذ سنوات، لتأتي الغارات الإسرائيلية وتزيد الطين بلة.
المنظمات الإنسانية حذرت من أن توسع الصراع سيؤدي إلى "انهيار أكبر للمنطقة"، مع موجات نزوح جديدة، وارتفاع معدلات الجوع والمرض، وتراجع فرص الوصول إلى حلول سياسية.
المجتمع الدولي: إدانة ودعوات للتهدئة
الأمم المتحدة دعت إلى ضبط النفس، محذرة من أن فتح جبهة جديدة في اليمن قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي. بينما طالبت بعض الدول الأوروبية بوقف التصعيد فورًا، ودعت إلى العودة لمسار سياسي لإنهاء الحروب المتعددة التي تضرب الشرق الأوسط.
من جانبها، التزمت الولايات المتحدة الصمت الرسمي حتى الآن، لكن مصادر دبلوماسية تحدثت عن "قلق واشنطن من اتساع رقعة الحرب إلى جبهات جديدة"، خاصة أن ذلك قد يجر قواتها في المنطقة إلى دائرة الاستهداف.
السيناريوهات المحتملة
ضربة محدودة وانتهت: تبقى الغارات مجرد رسالة ردع دون توسع لاحق.
رد حوثي محدود: قد يطلق الحوثيون صواريخ أو مسيرات دون التسبب بخسائر كبيرة، لتفادي حرب شاملة.
تصعيد واسع: دخول اليمن على خط المواجهة سيعقد المشهد بشكل غير مسبوق، ويفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية مباشرة.









