السيناريوهات المستقبلية: ما الذي قد يحدث لاحقًا؟

من غزة إلى تل أبيب.. احتجاجات عائلات الجنود تضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط داخلي متزايد

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 1:35:04 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تصاعدت في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات داخل المجتمع الإسرائيلي، قادها أهالي جنود يخوضون القتال في قطاع غزة، مطالبين بإنهاء ما وصفوه بـ«الحرب السياسية» التي ترسل أبنائهم إلى ميادين القتال. وبرزت عبارات قوية على لسان المحتجين، من بينها: «سنحارب من أجل حياة أولادنا كما لم يقاتل أحد من قبل» و«يجب أن تنتهي هذه الحرب السياسية»، ما يعكس عمق الاستياء الشعبي من تصاعد الخسائر البشرية وتداعياتها على العائلات الإسرائيلية.

ماذا تقول المطالبات؟ صوت الأهالي يتعالى

المتظاهرون من أسر الجنود يطالبون بوقف عمليات الإرسال الجزافي للشبان إلى جبهات القتال، ومحاسبة من اتخذ قرارات أدت إلى فقدان أرواح وإصابات واسعة. تأتي هذه المطالبات على خلفية الخسائر البشرية المتزايدة التي تسجلها إسرائيل في مواجهة طويلة ومعقدة داخل قطاع غزة، وهو ما دفع بعض العائلات إلى القول إن أبنائها يُرسلون إلى «حرب لا توضح أهدافها السياسية أو استراتيجيتها العسكرية بشكل مقنع».

تطالب العائلات أيضًا بتوفير معلومات أوضح عن ظروف المعارك وعن مصير الجنود المفقودين، فضلاً عن تحسين دعم الدولة للأسر وسبل الحماية والإنقاذ. وقد تزايد قلق الأهالي من تداعيات استمرار القتال على مستقبل أبنائهم وحياتهم اليومية، ما دفعهم للخروج احتجاجًا بوجه قيادات سياسية وعسكرية على حد سواء.

دلالات الاحتجاج وتأثيرها على المشهد السياسي

تشكّل احتجاجات أسر الجنود مؤشرًا ذا وزن في المشهد السياسي الإسرائيلي، لعدة أسباب:

شرعية داخلية مفقودة: عندما يخرج أهل الجنود للاحتجاج، يفقد القادة جزءًا من الشرعية الأخلاقية والسياسية التي يستندون إليها لتبرير استمرار العمليات العسكرية.

ضغط شعبي متنامٍ: هذه الاحتجاجات قد تتحول إلى حركة أوسع تشمل مجموعات أخرى متأثرة بالحرب (أمهات، نساء، متقاعدين)، مما يزيد من الضغط على الحكومة لاتخاذ قرارات تقلل من الخسائر.

انعكاس على الخطط العسكرية: قد تضطر القيادة السياسية والعسكرية لإعادة تقييم استراتيجياتها، أو اعتماد مسارات تفاوضية لتخفيف الضغوط الداخلية.

تأثير انتخابي: في ظل بيئة سياسية متقلبة، يمكن أن تؤثر موجة الاستياء هذه على نتائج الاستحقاقات السياسية المقبلة أو على استقرار الائتلافات الحكومية.

الأبعاد الاجتماعية والنفسية للأهالي

خسارة أو خطر فقدان الابن تؤثر بشدة على النسيج الاجتماعي للأسر والمجتمع. تشير لغة المحتجين إلى شعور بالغضب والإحباط، وهو ما ينعكس في مطالبات سياسية ملموسة. نفسياً، يعاني الأهالي من قلق مستمر واضطرابات قد تؤدي إلى مشكلات اجتماعية طويلة الأمد إن لم تُعالَج عبر دعم نفسي واجتماعي مؤسسي.

كما أن انقسام الرأي العام الإسرائيلي بين من يؤيد استمرار العمليات العسكرية بشدة ومن يدعو إلى حل سياسي يظهر بوضوح في ردود فعل الشارع، ما يزيد من الهوة الاجتماعية ويولّد مناخًا طائفيًا وسياسيًا متقلبًا.

الأبعاد العسكرية: هل تدفع الضغوط لتغيير المسار؟

الضغط الشعبي الذي تقوده عائلات الجنود قد يدفع إلى نتائج عملية على الأرض، أبرزها:

تجميد أو تقليص العمليات البرية المكلفة في المناطق الأشد خطورة.

بحث مسارات تفاوضية أو وساطات دولية لتخفيف التوتر وضمان سحب القوات أو تبادل أسرى.

تعزيز جهود الحماية والدعم اللوجستي للجنود لتقليل الخسائر، سواء عبر تحسين المعلومات الاستخباراتية أو الدعم الجوي واللوجستي.

ومع ذلك، قد تكون التغييرات محدودة إذا رأت القيادة أن الأهداف الإستراتيجية تتطلب مواصلة العمليات، ما قد يزيد من الاحتقان الداخلي على المدى المتوسط.

الرأي العام الدولي وردود الفعل المحتملة

احتجاجات أهالي الجنود الإسرائيليين تضيف بُعدًا إنسانيًا جديدًا للنقاش الدولي حول الصراع. فهي تظهر أن التداعيات ليست أحادية الجانب، وأن هناك ضغوطًا داخلية تدعم الدعوات لسياسة أكثر توازنًا. قد تستخدم بعض العواصم والهيئات الدولية هذه المؤشرات لتكثيف جهود الوساطة أو الضغط الدبلوماسي لفتح قنوات إنسانية وسياسية.

السيناريوهات المستقبلية: ما الذي قد يحدث لاحقًا؟

تراجع محدود في العمليات: استجابة لضغوط الداخل، قد تعلن الحكومة تقليصًا مؤقتًا للعمليات أو إطلاق مبادرات إنسانية.

تصعيد الاحتجاجات داخليًا: إذا لم تنجح الإجراءات المحدودة، قد تتسع حركة الاحتجاجات لتشمل قطاعات أوسع، ما يضع ضغطًا أكبر على الاستقرار السياسي.

مسارات تفاوضية: تزايد الضغوط قد يدفع الأطراف المعنية إلى قبول وساطات إقليمية أو دولية لتأمين حل جزئي أو تبادل أسرى.

تمسك بالخط العسكري: في المقابل، قد تختار قيادة إسرائيل مواصلة المسار العسكري إذا اعتبرته السبيل الوحيد لتحقيق ما تراه أهدافًا أمنية.

التعليقات (0)