-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
هدى زوين تكتب: وحده الإنسان... صراعٌ بصمت
الحياة لا تمنحنا فرصة التوقف
هدى زوين تكتب: وحده الإنسان... صراعٌ بصمت
-
13 يوليو 2025, 2:08:22 م
-
457
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
اليوم، وفي لحظة هدوء عابرة وسط ضجيج الحياة، أدركتُ حقيقة مُرّة… الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يصارع الحياة بكل أساليبها، بوجهيها المتناقضين: الفرح والحزن، النور والظلمة، الأمل والانكسار. يعيشها بكل تفاصيلها، ويتلقى ضرباتها بصمت، دون أن يشاركه أحدٌ الوجع الحقيقي.
قد نظن أننا محاطون بالناس، بأصدقاء أو أحبة، لكن الحقيقة أن لكل شخصٍ في حياتنا وقتًا محددًا، كأنهم فصول من روايتنا، يظهرون في وقتٍ ما ويختفون في وقتٍ آخر. لا أحد يبقى دائمًا. تمضي العلاقات كما تمضي الأيام، وتبقى المواجهة الأخيرة للإنسان وحده، مع نفسه، مع قلبه، ومع صمته.
الحياة لا تمنحنا فرصة التوقف، لا تنتظر دمعتنا، ولا تلتفت إلى تعبنا، بل تدفعنا إلى الأمام دون رحمة، وتجعل من كل لحظة امتحانًا جديدًا. ومع ذلك، يستمر الإنسان... ينهض، يتألم، يبتسم، يكتم، ويتظاهر بالقوة.
في داخله، حروب لا تهدأ، وحنين لا يُشفى، وأمل لا يموت. هو من يصارع ليبقى إنسانًا في زمنٍ تغيّرت فيه الملامح والمشاعر، في زمنٍ تكسّرت فيه القيم وتبدّلت فيه القلوب.
وحده الإنسان الحقيقي، من بقي وفيًا لألمه، صادقًا مع نفسه، قويًا رغم كل شيء.
قد نكون وحدنا في هذه الرحلة، لكن تلك الوحدة هي التي تصنع وعينا، وتشكّل جوهرنا، وتمنحنا القدرة على تمييز الزيف من الصدق، العابر من الثابت، والظل من النور.
نعم... الإنسان وحده يصارع الحياة، لكنه في صمته بطل، وفي صبره حكيم، وفي استمراره معجزة.









