-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
هآرتس:هل يتحول الماء للون الأحمر عندما يغسل نتنياهو وجهه؟
هو المسؤول الأول عن المجزرة..
هآرتس:هل يتحول الماء للون الأحمر عندما يغسل نتنياهو وجهه؟
-
29 أبريل 2025, 12:12:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو
عشية يوم الذكرى، بينما يشارك شعب" إسرائيل" في الألم الساحق لعائلات القتلى، من المثير أن نتساءل ما الذي يدور في ذهن رئيس الحكومة. ماذا يرى صباحًا عندما يغسل وجهه؟ هل تظهر له في المرآة وجوه الـ1,840 من القتلى، والمذبوحين، والمغدورين في حرب 7 أكتوبر؟ هل يتذكّر فجأة الـ59 مختطفًا؟ هل الماء الذي يغسل به وجهه يتلون بالأحمر؟ فبعد كل شيء، هو المسؤول الأول عن المجزرة.
مسؤوليته كاملة. ليس فقط بصفته رئيس الوزراء والمسؤول الأعلى عن الأمن، بل لأنه هو من اخترع الفكرة المجنونة بأن “حماس مردوعة” ولا توجد فرصة أن تهاجم. وهو أيضًا المسؤول عن سياسة “الاحتواء” تجاه حماس لأنه أراد الهدوء. لذلك اهتم بتمويل التنظيم بمئات ملايين الدولارات سنويًا، وهو المال الذي استخدم لشراء السلاح الذي وُجه ضدنا. وبغبائه صدّق أن “حماس هي أصل استراتيجي”، ولهذا السبب أغلق وحدة “تسلتسل” في الموساد التي كانت تخوض حربًا اقتصادية ضد التنظيم. كما رفض الموافقة على خطط لاغتيال يحيى السنوار ومحمد ضيف قبل اندلاع الحرب. تقصيره هائل. المسؤولية واضحة. وكذلك الذنب.
أمام حزب الله تصرف نتنياهو بنفس درجة الإهمال. من شدة الخوف، لم يمنع تسليح التنظيم، ولم يكن ينقص الكثير ليشارك حزب الله في هجوم 7 أكتوبر، وحينها كانت الخطر وجوديًا. كما سمح لإيران ببناء طوق خنق حولنا: حماس، حزب الله، والحوثيون، بينما هو يثرثر ويهدد، لكنه يخاف من اتخاذ الإجراءات المطلوبة.
فشل نتنياهو قادنا لحرب طويلة
فشل نتنياهو أيضًا في إدارة الحرب. أجّل خطوات، وخاف من اتخاذ قرارات، وبهذا دفعنا إلى حرب استنزاف طويلة لمدة سنة وسبعة أشهر (حتى الآن). فشل في تحقيق كل أهدافه: لم يقضِ على حماس، لم يُعِد الـ59 مختطفًا، ولم يُقِم حكمًا بديلًا في غزة. لكن فشله الأكبر كان في موضوع النووي. “صديقي” دونالد ترامب يسخر منه، ويستعد للتوصل إلى اتفاق مع إيران يسمح لها بمواصلة التقدم نحو السلاح النووي. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل مع كوريا الشمالية.
الآن يركّز نتنياهو على اتهام جهاز الأمن بكارثة 7 أكتوبر. ولهذا السبب أقال وزير الدفاع يوآف غالانت، ما أدى إلى استقالة رئيس الأركان هرتسي هليفي. ومهمته التالية هي الإطاحة برئيس الشاباك، رونين بار. لذا هو يحرض عليه ويصفه بـ”المسؤول الرئيسي عن كارثة 7 أكتوبر”، بينما هو (نتنياهو) يحمل اللقب بنفسه.
لكن بار لم يرتعد. إنه مصنوع من معدن صلب. وفي إفادته أمام المحكمة كشف كيف حاول نتنياهو تحويل الشاباك إلى شرطة سرية خاصة على غرار “السكوريتاته” (الأمن السري الروماني). طلب منه الولاء الشخصي له، وليس للمحكمة العليا، وهو ما يُعد تقويضًا صريحًا للديمقراطية. كما طلب منه ملاحقة المعارضين السياسيين والتحرك ضد المتظاهرين، بما في ذلك مموّلي الاحتجاجات. ولم يتردد أيضًا في أن يطلب من بار تزويده بحجة زائفة تمنع مواصلة شهادته في محاكمته. الإفادة المضادة التي قدّمها نتنياهو للمحكمة مليئة بالأكاذيب وأنصاف الحقائق والاقتباسات المغرضة. بتسلئيل سموتريتش قال عنه: “كاذب ابن كاذب”. يتسحاق شامير نعته بـ”ملاك الخراب”. وأريئيل شارون قال إنه “لا يصمد تحت الضغط”. أما يتسحاق رابين، قبل شهرين من اغتياله، وقبل شهر من تنظيم نتنياهو لتظاهرة التحريض في ساحة صهيون، فدعاه بـ”رأس العصابة”.
لذا من المؤسف جدًا أن رونين بار أعلن بالأمس عن قرب استقالته. لقد شكّل حتى اليوم سُورًا منيعًا في وجه الديكتاتور. حتى اليوم منع سقوط الشاباك في يد المتهم، وهو ما يعني نهاية الديمقراطية. حتى اليوم أوقف السيناريو المرعب الذي فيه قد يبدأ معارضو النظام بـ”الاختفاء”. كان عليه أن يبقى، وألا يرحل إلا عندما يستقيل أكثر الأشخاص دناءة في تاريخ الشعب اليهودي. لا دقيقة واحدة قبل ذلك.
نحميه شترسلر
كاتب إسرائيلي في هآرتس
.jpeg)









