تكبير الخط تصغير الخط

نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن الكاتب الإسرائيلي نحميا شترسلر، تناول فيه أداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، ووجه إليه انتقادات حادة اعتبر فيها أن فشله بات متعدد الأوجه، استراتيجيًا وأمنيًا وحتى على صعيد العلاقات الدولية.

حرب استنزاف بلا نتائج

يشير شترسلر إلى أن نتنياهو أخفق في إدارة الحرب منذ بدايتها، حيث أجل اتخاذ قرارات حاسمة، وتردد في تنفيذ خطوات مصيرية، ما أدى إلى دخول الاحتلال في حرب استنزاف طويلة، امتدت حتى الآن إلى نحو سنة وسبعة أشهر. وبرأيه، فإن هذه الحرب لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة: لم تقض على حركة حماس، لم تستعد الأسرى الـ59، ولم يُقم بديل سياسي أو إداري لحكم غزة.

النووي الإيراني.. فشل أكبر

ويضيف الكاتب أن الفشل الأكبر لنتنياهو لا يكمن في غزة فحسب، بل في ملف إيران النووي، حيث كان على الدوام يرفع راية "الخطر الإيراني" ويقدّم نفسه كمنعطف حاسم في هذا الملف. إلا أن ما يحدث الآن، بحسب شترسلر، يعكس تآكلًا حقيقيًا في مكانة نتنياهو. إذ يسخر منه "صديقه" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويستعد لعقد اتفاق مع طهران يتيح لها مواصلة التقدم نحو امتلاك سلاح نووي، في تكرار مشابه لما حدث سابقًا مع كوريا الشمالية.

تصدع داخلي ومحاولة تحميل المسؤولية

ويشير المقال إلى أن نتنياهو، بدلًا من تحمّل مسؤولية ما وصفه بـ"كارثة 7 أكتوبر"، يحاول تحميل جهاز الأمن المسؤولية الكاملة. ففي هذا السياق، أقال وزير الدفاع يوآف غالانت، ما دفع برئيس الأركان هرتسي هليفي إلى الاستقالة، والآن يوجه أنظاره نحو رئيس جهاز الشاباك رونين بار، حيث يعمل على تحريض الرأي العام ضده ويصفه بـ"المسؤول الرئيسي" عن الإخفاقات، رغم أن الكاتب يرى أن نتنياهو نفسه يستحق هذا اللقب.

انهيار القيادة وتآكل الثقة

نتنياهو يعيش في عزلة سياسية متزايدة، ويحاول الحفاظ على موقعه من خلال إلقاء اللوم على الآخرين، متجاهلاً أن مسؤوليته التاريخية عن الإخفاق الأمني والسياسي أصبحت موثقة ومتراكمة. ومن وجهة نظره، فإن ما يشهده الكيان الصهيوني اليوم هو ثمن تأجيل القرار، والتردد في المواجهة، والهروب من المساءلة.