تكبير الخط تصغير الخط

كشف استطلاع جديد لمؤشر "الصوت الإسرائيلي" عن حالة من التشاؤم والانقسام داخل المجتمع الصهيوني بشأن عدد من القضايا الأمنية والسياسية المحورية، وفي مقدمتها ملف صفقة الأسرى والعلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الساحة السياسية.

تشاؤم بشأن صفقة الأسرى

أظهر الاستطلاع أن 57.5% من الجمهور الصهيوني لا يتوقعون التوصل إلى صفقة لتحرير جميع الأسرى في المستقبل القريب، وهو ما يعكس شعورًا عامًا بالإحباط من أداء الحكومة والمؤسسة الأمنية في هذا الملف، بعد أشهر من الحرب والتصعيد دون نتائج ملموسة على هذا الصعيد.

جدل حول سلوك سلاح الجو وقضايا الانضباط العسكري

وفيما يتعلق بأزمة الطيارين الذين وقعوا على رسالة تطالب بعقد صفقة لإطلاق سراح الأسرى، حتى لو كان ذلك على حساب استمرار الحرب، رأى 51% من المستطلَعين أن قائد سلاح الجو تصرّف بشكل غير صحيح بإيقاف الطيارين، بينما كشف الاستطلاع أيضًا أن 52.5% من اليهود يرون أنه من غير اللائق أن يشارك جنود الاحتياط في احتجاجات أو يوقعوا على عرائض ذات طابع سياسي، مما يبرز الانقسام في الرأي العام حول حدود التعبير السياسي داخل الجيش.

الملف الإيراني.. انقسام في الخيارات

وفي الملف الإيراني، أظهر الاستطلاع أن حوالي 45% من الإسرائيليين يعتقدون أن أمن الاحتلال سيكون اعتبارًا مركزيًا في حسابات ترامب خلال محادثاته المتوقعة مع إيران، بينما يؤيد 45% من الإسرائيليين تنفيذ هجوم على إيران دون دعم أميركي، في حين يعارض ذلك 41.5%، وهو ما يشير إلى تباين واضح في الموقف الشعبي تجاه المواجهة مع طهران.

يأتي هذا الاستطلاع في وقت يشهد فيه الكيان توترًا داخليًا كبيرًا بسبب استمرار الحرب على غزة، وتعثر الجهود السياسية والإنسانية، وتصاعد الضغوط الشعبية على الحكومة لإعادة الأسرى، إلى جانب تنامي المخاوف من التهديد الإيراني في ظل غياب وضوح في موقف الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب.

هذا التباين في الآراء يعكس أزمة ثقة متزايدة داخل المجتمع الصهيوني إزاء السياسات الأمنية والقرارات الاستراتيجية في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ البلاد.