-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
نكشف مسؤول تجنيد عصابات "أبو شباب".. وهذه دوافع الاحتلال
نكشف مسؤول تجنيد عصابات "أبو شباب".. وهذه دوافع الاحتلال
-
10 يونيو 2025, 10:23:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
كشفت صحيفة معاريف العبرية، أن من يقف وراء تجنيد عصابة ياسر أبو شباب في غزة هو جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الجهاز، رونين بار، هو من أوصى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتنفيذ هذا التحرك، القائم على تجنيد العصابة وتسليحها ببنادق كلاشينكوف ومسدسات تم الاستيلاء عليها خلال “عملية سيوف حديدية” من حماس وحزب الله، وهي الآن مخزّنة لدى “الجيش الإسرائيلي”.
الخطة التي عرضها الشاباك على رئيس الحكومة كانت تجريبية بطبيعتها، حيث أوضح المسؤولون الأمنيون:“في قطاع غزة توجد كميات هائلة من الأسلحة – بنادق، عبوات ناسفة، صواريخ كتف، وغير ذلك. إدخال عدد محدود ومدروس من البنادق والمسدسات لن يُغيّر ميزان السلاح في القطاع”.
من هي عصابة “أبو شباب”؟
عصابة أبو شباب تتكون من عدة عشرات من الأفراد، معظمهم من عائلة أو عشيرة واحدة. بحسب التقرير، فإن معظم من جندهم الشاباك هم مجرمون غزيون معروفون بتورطهم في تجارة المخدرات، التهريب، والسرقات، تم التعامل معهم كـميليشيا مرتزقة تعمل لصالح “إسرائيل” داخل غزة، وتحديدًا كـ”بديل محلي” محتمل لحكم حماس، ولو بشكل محدود ومؤقت.
الهدف من العملية
الهدف من هذه المبادرة، بحسب الشاباك، هو اختبار قدرة العصابة على فرض سلطة محلية بديلة لحماس في منطقة صغيرة ومحددة من رفح.
يقول مصدر أمني مطلع: “نحن لا نبني على هذه العصابة كبديل كامل لحماس، بل ندرس احتمال الاعتماد على عناصر محلية لتشكيل إدارة مؤقتة في مناطق محددة”، ومع ذلك، اعترف ذات المصدر أن التأثير الحقيقي لأفراد العصابة غير واضح بعد.
انقسام في المؤسسة الأمنية
داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هناك انقسام حول هذه الخطوة:
• الشاباك: هو من بادر بالخطة ويدافع عنها. حتى إذا انقلبت العصابة في مرحلة ما ووجّهت السلاح نحو “إسرائيل”، فإن الخطر محدود بسبب قلة عدد الأسلحة.
• الجيش: عض القادة العسكريين لا يبدون حماسة للفكرة، وينظرون إليها كخطوة تكتيكية محلية، لكنهم لا يرون فيها خطة استراتيجية قابلة للتطوير.
يقول أحد الضباط: “طالما أن الأمر محلي ويُفيدنا تكتيكيًا، لا مانع. لكن هذه العصابات لا يمكن أن تشكّل بديلًا طويل المدى لحماس. إذا أردنا بديلًا حقيقيًا، فعلينا التعاون مع دول في المنطقة لبناء منظومة حكم مدنية بديلة”.
الدوافع الإسرائيلية
بدوره أوضح الدكتور رامي أبو زبيدة المحلل في الشأن العسكري والأمني، ورئيس تحرير موقع 180 تحقيقات أن الدوافع الإسرائيلية وراء تجنيد عصابات "أبو شباب" هي محاولة خلق بدائل ميدانية تفكك المشهد المقاوم وتشكك في قدرة المقاومة على ضبط الأمن، واختبار أدوات مرتزقة تعمل بالوكالة لتسهيل مشاريع ما بعد الحرب، في ظل العجز عن فرض سيطرة مباشرة.
تقدير أمني
كما أشار أبو زبيدة إلى أنه وفق تصريحات مصادر إسرائيلية لمعاريف، لا تُبنى آمال كبيرة على هذه العصابة، وتبقى حركتها ضمن مشروع بايلوت (تجريبي) محدود، وأنه حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على نجاحها في السيطرة أو التأثير الميداني داخل رفح.
كما أكد في ضوء هذه المعطيات، أن ما يجري ليس مجرد انحراف إجرامي داخلي، بل حرب أمنية مركّبة تستهدف العمق الاجتماعي والبنية الأمنية للمقاومة. وعليه: إن على أمن المقاومة أن يتخذ كل الإجراءات الحازمة والرادعة، وفق القانون الثوري، ضد أي جسم عميل أو تشكيل مرتزق يتقاطع مع مشاريع الاحتلال، خصوصًا إذا ما ثبت ارتباطه المباشر بالشاباك أو جيش العدو.
كما أوصى المحلل في الشأن العسكري والأمني بتكثيف العمل الاستخباري لرصد تحركات هذه العصابة، وتعقّب مصادر تمويلها، ومجالات نشاطها، وارتباطاتها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى أن الردع الميداني السريع والحاسم هو السبيل لإجهاض المشروع في مهده، وتجنيب الجبهة الداخلية الانزلاق نحو سيناريوهات التفكك أو الفوضى المُدارة، مشددا على أن استمرار وجود هذه العصابة، أو التهاون في ضربها، يُعدّ ثغرة أمنية خطيرة يجب إغلاقها فورًا.









