-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
طولكرم تُهدم.. والضفة تقاوم: الاحتلال يواصل تدمير المخيمات لليوم الـ 141
طولكرم تُهدم.. والضفة تقاوم: الاحتلال يواصل تدمير المخيمات لليوم الـ 141
-
10 يونيو 2025, 10:44:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين إن حملات اقتحام وهدم من قبل الاحتلال داخل مدينة جنين ومخيمها مستمرة لليوم الـ141، وأنه جرى توزيع خرائط تحدّد حوالي 100 منزل لتدميرها خلال 72 ساعة، بعد تدمير 66 منزلًا سابقًا في مارس.
وقام الاحتلال باقتحامات بقرية فقوعة شمال جنين، وحوّل منازل إلى نقاط عسكرية، وإجلاء قسري لبعض العائلات، ما أدى إلى تعطيل الدراسة في المدارس القريبة، كما أجرى عمليات دهم وإجراءات أمنية مشددة شهدتها قباطية، اليامون، رمانة، إلى جانب اعتقالات أظهرت نزعة فلسطينية قوية نحو المقاومة.
مخيم طولكرم تحت النار: اقتحامات وهدم ممنهج
كما تتواصل عملية الاحكام العسكري والاستيطاني داخل مخيمي طولكرم ونور شمس منذ أكثر من 100 يوم. ففي اليوم الـ134، استُهدفت عشرات المنازل في حارتي البلاونة والعكاشة، ضمن خطة تهدف لهدم 106 مبانٍ (58 منها في مخيم طولكرم)
كما قام الاحتلال بتحويل عدد كبير من المنازل إلى ثكنات عسكرية، ما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4,200 عائلة (أكثر من 25,000 شخص)
اعتداء ميداني واعتقالات
داهمت وحدات الاحتلال منازل ناشطين ومسؤولين محليين، مثل ضابط دفاع مدني وناشطين طولكرم، واعتقلت العشرات إلى جانب عمليات تفتيش وتخريب منشآت، فقالت “أم محمد” – من مخيم طولكرم: "حوّلوا كهفًا من بيوتنا للجيش، طردونا صباحًا، لم نعد نعرف إن كنا سننام ببيتنا الليلة" فيما قال “خالد” – من فقوعة بجنين: "دخلوا فجرًا، وطردونا بعد أن حوّلوا بيتنا لنقطة عسكرية، والآن دروس أولادنا معلّقة."
تحليل ميداني واستراتيجي
سياسة الأرض والخرائط
استخدام الخرائط لتحديد بيوت مقصودة يشير إلى تخطيط ممنهج يمكن تسميته "هدم ممنهج" يستهدف تفكيك المجتمع بذريعة الأمن.
توسيع نطاق القمع
من مخيمات بيت جنين إلى مواقع مخيمات طولكرم، الاحتلال يرفع من وتيرة الأحداث باستخدام الاستيطان العسكري لتحويل الواقعة الفلسطينة إلى "منطقة محمية".
آثار نفسية واجتماعية عميقة
الإخلاء القسري، تعطيل التعليم، وحرمان الأهالي من بيوتهم يعكس استهدافًا متعمدًا لعمق النسيج الاجتماعي، مما يؤدي لتنقلات اضطرارية.
التداعيات على الأرض والإنسان
أكثر من 25,000 فلسطيني مهجّرين من بيوتهم
نحو 400 منزل مدمّر كليًّا و2,573 جزئيًّا داخل مخيم طولكرم والمنطقة
تعطّل التعليم، مع إغلاق مدارس في القرى وجنين ومناطق اضطرابها حرمني الطلاب من حقهم بالتعليم.
اعتقالات واسعة، شملت الناشطين، المواطنين، وعاملين في الدفاع المدني .
تسوية ممنهجة لصمت وجغرافيا جديدة
في الوقت الذي نشهد فيه اليوم الـ141 لاستمرار العدوان، فإن ما يجري في مخيمات طولكرم وجنين ليس عدوانًا منزلقًا، بل حملة ممنهجة لتفريغ الفلسطينيين من الأرض والمنازل والجغرافيا عموماً.
ماراثون الهدم والاعتداءات يحمل أكثر من دلالة: سعي لتغيير واقعيّ يفرض مناطق مغلقة ومهجورة، وتحويل الضفة الغربية إلى شبكة ثكنات عسكرية.
حتى الإحصاء.. أرقام النزوح اليومية، المنازل المهدومة، شهادات الأهالي، كل ذلك يعيد التأكيد أنّ ما يجري استنزاف ممنهج لمجتمع كامل، يحضّر الأرض لتسوية جديدة، سواء بحكم الميدان أو بقرارات دولية صامتة.
وهذا يعكس حجم التصعيد اليومي في الضفة مع بؤر جنين وطولكرم، والذي يحمل في طياته تحوّلًا استراتيجياً ملموسًا في "سياسات الأرض" و"أدوات القمع"، باتجاه تفريغ مكثف وتطويع دائم، ما يتطلب رؤية إنسانية ومدنية ودولية عاجلة.








