تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

انطلقت القافلة من تونس باتجاه ليبيا، تمهيدًا للعبور إلى الحدود المصرية ومن ثم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. تضمّ القافلة نحو 100 شاحنة وسيارة صغيرة محملة بمواد غذائية، أدوية، واحتياجات طارئة، إلى جانب عشرات الناشطين المتضامنين من تونس وبعض الدول المغاربية المجاورة. وتستهدف هذه المحطة في ليبيا تذليلَ صعوبات العبور وتجميع الدعم المطلوب قبل التوجه أخيرًا إلى غزة.

تعزيز التضامن الإقليمي

تأتي القافلة في سياق رفع مستوى الوعي المغاربي والدولي بمعاناة غزة، وسياسات التضييق الصهيوني، في الوقت الذي يضغط فيه الإعلام الرسمي والدولي في الغالب على إطار سياسي بحت.

رسائل سياسية مزدوجة

توجه القافلة رسالة للأنظمة الإقليمية،بالدعوة للمشاركة الفاعلة بالضغط الدبلوماسي لإنهاء الحصار وتسهيل وصول المساعدات، وللقطاع المدني، فرسالتها تمكين وتأكيد على أهمية دور الشعوب في تجاوز العجز الدولي الرسمي، وتحريك الضمير الإنساني المرحلي.

تقييم تأثير القوافل التضامنية

الجانب الإنساني وفعالية التوزيع

رغم أن كميات المساعدات قد لا تكفي جميع المحتاجين، فإن وصول هذه المواد عبر جهة مستقلة عن الجهات الرسمية يعطيها مصداقية أعلى في توصيلها مباشرة للمواطنين.

الضغط الإعلامي والدبلوماسي

تغطية القافلة - محليًا وإقليميًا - تساهم في كسر الحظر الإعلامي المحيط بغزة، وتنقل مشاهد من الواقع إلى شاشات العالم، مما يوسع دائرة الضغوط على الحكومات الكبرى.

الجهات الداعمة رسمياً تجد نفسها أمام فرصة للظهور السياسي والمشاركة التمثيلية أمام رأي عام متفاعل ومتضامن.

مخاطر وتحديات التنفيذ

القوافل قد تواجه عراقيل لوجستية: إغلاق موانئ، إجراءات أمنية مشددة، أو تأخير في الترحيل.

الضغط على رفح عبر التزاحم قد يؤدي أحيانًا إلى ازدحام قاتل كما جرى سابقًا في نقاط التجمع.

سيطرة الاحتلال على معبر رفح قد تفرض رقابة أو تحفظات على البضائع أو الأشخاص.

رؤية مستقبلية

قوافل التضامن مثل "قافلة الصمود المغاربية" تقدم تجربة مؤثرة في دعم غزة على نحو شعبي مباشر، بقدر ما تشكل تمرينًا سياسيًا داخليًا للمجتمعات المغاربية - على صعيد التعبئة الذهنية والمشاع. وقد يصبح تنظيم قوافل مستقبلية منتظمة نموذجًا لإحداث تأثير جماعي متواصل، يعوض عن بطء التدخلات الرسمية ويبني جسرًا إنسانيًا حيًا بين الشعوب.

قافلة الكرامة ليست مجرد مسيرة إنسانية، بل مبادرة سياسية رمزية تسعى لتحريك المعادلة تجاه غزة عبر التضامن الشعبي والإعلامي، في إطار صراع أوسع حول القوة والضمير الإقليمي.