نبيل فهمي الأقرب لخلافة أبو الغيط وسط تفاهمات مصرية سعودية

profile
  • clock 18 أغسطس 2025, 2:08:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

بات من شبه المؤكد أن يخلف وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي، الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في المنصب الذي اعتادت القاهرة أن تحتفظ به منذ تأسيس الجامعة. وكان فهمي قد صرّح مساء السبت الماضي لموقع محلي أنه تلقى ترشيحًا رسميًا من وزارة الخارجية المصرية لشغل المنصب، مؤكدًا أن العرف التاريخي بأن يكون الأمين العام من مصر ما زال قائمًا.

مصادر دبلوماسية مصرية كشفت أن ترشيح اسم فهمي لم يأتِ منفردًا، بل حظي بدعم سعودي مباشر، في ظل وجود خيار احتياطي لدى القاهرة بالدفع باسم وزير الخارجية الحالي بدر عبد العاطي إذا ما واجه ترشيح فهمي عقبات داخلية أو خارجية. ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن السيناريو الاحتياطي كان يتضمن تعيين السفير أسامة عبد الخالق، المندوب المصري الدائم لدى مجلس الأمن، وزيرًا للخارجية خلفًا لعبد العاطي.

بيان مرتقب من القاهرة

مقربون من فهمي أكدوا أن وزارة الخارجية المصرية بصدد إصدار بيان رسمي خلال وقت قريب تعلن فيه ترشيحه بشكل صريح لخلافة أبو الغيط. ويأتي ذلك بالتوازي مع تفاهمات مصرية سعودية تتجاوز مسألة منصب الأمين العام للجامعة العربية لتشمل أيضًا ملفات إقليمية حساسة، أبرزها قيادة مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وبحسب ما كشفه مصدر دبلوماسي آخر، فقد شملت هذه التفاهمات موافقة القاهرة على أن تكون قيادة المجلس بيد الرياض بصورة رسمية ونهائية. ورجّح المصدر أن تعلن السعودية قريبًا عن تعيين وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أمينًا عامًا للمجلس، بعد أن طُرح اسمه خلال المناقشات وحظي بترحيب مصري واضح.

البحر الأحمر والجامعة

مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر، الذي تأسس في الرياض في يناير 2020، يضم ثماني دول بينها سبع عربية: مصر، السعودية، اليمن، الأردن، السودان، الصومال، وجيبوتي، إضافة إلى إريتريا التي تشارك بصفة مراقب في الجامعة العربية. وتبرز أهمية هذا المجلس من الدور الحيوي للبحر الأحمر في الاقتصاد العالمي، إذ يوفر نحو 60% من احتياجات أوروبا من الطاقة و25% من احتياجات الولايات المتحدة، بينما يمر عبر مياهه ما يقارب 30% من نفط العالم.

هذه التفاهمات بين القاهرة والرياض أعادت تأكيد النظام المعمول به في الجامعة العربية، حيث انتهى الطرفان إلى توافق يقضي بالإبقاء على القاعدة الحالية بأن يكون الأمين العام من بلد المقر، أي من مصر. وتنص المادة العاشرة من ميثاق الجامعة على أن القاهرة هي المقر الدائم، مع إمكانية عقد الاجتماعات في أي مكان آخر تحدده الدول الأعضاء، بينما تحدد المادة الثانية عشرة أن تعيين الأمين العام يتم بأغلبية ثلثي الأعضاء على أن يكون في درجة سفير.

استمرارية مصرية

وبذلك، يبدو أن القاهرة نجحت في الحفاظ على موقعها التقليدي داخل الجامعة العربية، مع ضمان دعم سعودي يفتح الباب أمام تعاون أوسع في الملفات الإقليمية. اختيار نبيل فهمي، الذي يتمتع بخبرة دبلوماسية طويلة وسجل سياسي بارز، يعكس رغبة مصر في تقديم شخصية توافقية قادرة على إدارة الملفات المعقدة التي تواجه الجامعة، بدءًا من الحرب الإسرائيلية في غزة وما تثيره من أزمات إقليمية، وصولًا إلى التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة.

التعليقات (0)