-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
جامعة الدول العربية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتعتبرها تهديدًا للأمن الإقليمي
السياق الإقليمي للتصريحات
جامعة الدول العربية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتعتبرها تهديدًا للأمن الإقليمي
-
13 أغسطس 2025, 4:09:00 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في بيان عاجل صدر اليوم، أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة لإقامة ما سماه "إسرائيل الكبرى". ووصفت الجامعة هذه التصريحات بأنها محاولة واضحة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحدٍ صارخ للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
رفض عربي قاطع للمشاريع التوسعية
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن تصريحات نتنياهو ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي تعبير صريح عن مشروع استعماري توسعي يهدد سيادة الدول العربية ويعيد إنتاج سياسات الاحتلال القائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة. وأوضحت أن هذه التصريحات تمثل امتدادًا لنهج الاحتلال في تجاهل القرارات الدولية ومحاولة شرعنة الاستيطان والتهجير القسري.
وشدد البيان على أن أي مساس بسيادة الدول العربية أو محاولة اقتطاع أجزاء من أراضيها هو انتهاك خطير للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، ويجب أن يواجه برفض عربي ودولي شامل.
تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي
أشارت جامعة الدول العربية إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يروج له نتنياهو يمثل خطرًا استراتيجيًا على الأمن القومي العربي، ويهدد بدفع المنطقة نحو موجات جديدة من الصراعات والحروب، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وانتهاكاته المستمرة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكدت أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط توترات سياسية وأمنية، ما يجعلها عاملًا إضافيًا لزعزعة الاستقرار وزيادة حدة الاستقطاب الإقليمي.
دعوة لتحرك دولي عاجل
دعت الجامعة العربية المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في مواجهة هذه التصريحات الخطيرة، والعمل على وقف السياسات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
كما طالبت الدول المؤثرة بفرض ضغوط سياسية واقتصادية على الاحتلال لإجباره على الالتزام بالقوانين الدولية، ووقف كل الممارسات التي تمس بسيادة الدول العربية وحقوق الشعب الفلسطيني.
دعم القضية الفلسطينية
جددت الجامعة العربية في بيانها التأكيد على دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت أن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حل الدولتين ستواجه برفض عربي جماعي.
كما شددت على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، ووقف كافة أشكال الاستيطان والتوسع.
ردود فعل عربية واسعة
تزامن موقف الجامعة العربية مع موجة من الرفض والإدانة من قبل عدد من الدول العربية التي اعتبرت تصريحات نتنياهو "انتهاكًا فاضحًا" للمواثيق الدولية ومحاولة لإعادة رسم خرائط المنطقة بما يخدم المشروع الصهيوني.
وأكدت هذه الدول أن أي مساس بوحدة أراضيها وسيادتها الوطنية أمر غير مقبول على الإطلاق، وأنها ستستخدم كافة الوسائل السياسية والقانونية لمواجهة أي مخططات تستهدف تقسيم أو احتلال أراضٍ عربية جديدة.
السياق الإقليمي للتصريحات
تصريحات نتنياهو جاءت في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي تسبب في سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية، إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين.
كما تتزامن هذه التصريحات مع تزايد وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، وتصعيد الاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، في محاولة لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي للمدينة.
تحذير من تداعيات خطيرة
حذرت جامعة الدول العربية من أن استمرار الاحتلال في تبني سياسات توسعية سيؤدي إلى تداعيات كارثية على المنطقة والعالم، معتبرة أن هذه السياسات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
كما دعت إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية العربية لتوحيد الصف في مواجهة التحديات المشتركة، والعمل مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لردع الاحتلال عن تنفيذ مشاريعه التوسعية.
الموقف العربي الموحد
أكدت الجامعة العربية أن الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، وأن أي مشاريع إسرائيلية تمس حقوق الشعب الفلسطيني أو سيادة الدول العربية ستواجه برفض قاطع، مع الاستمرار في تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لفلسطين حتى تحقيق أهدافها المشروعة.
كما شددت على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، لكن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق إلى أصحابها، ووقف كل أشكال العدوان والاستفزاز.

.jpeg)








