-
℃ 11 تركيا
-
18 أغسطس 2025
تفجير في حلب واشتباكات درعا تعمّقان أزمات سوريا
تفجير في حلب واشتباكات درعا تعمّقان أزمات سوريا
-
18 أغسطس 2025, 12:49:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قوات الأمن السوري في القرداحة، 10 مارس 2025 (فرانس برس)
متابعة: عمرو المصري
شهدت مدينة حلب شمالي سورية، مساء الأحد، حالة من الاستنفار الأمني عقب تفجير نفذه شخص مجهول يرتدي حزامًا ناسفًا في حي الميسر. وبحسب مصادر ميدانية، فإن التفجير لم يسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات بين المدنيين، واقتصر على مقتل منفّذ العملية فقط. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق لتحديد هوية الانتحاري، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافة في أحياء المدينة تحسبًا لأي هجمات أخرى محتملة.
الانفجار، وإن كان محدود الخسائر، أعاد المخاوف الأمنية إلى واجهة المشهد في مدينة عانت لسنوات طويلة من العمليات المسلحة والتفجيرات، في وقت تسعى فيه السلطات لإظهار قدرة أكبر على ضبط الاستقرار بعد سنوات الحرب المدمرة. ويأتي هذا التفجير ليذكّر بأن الوضع الأمني في شمال سورية ما زال هشًا، وأن أي حدث—even إن لم يخلف إصابات واسعة—يمكن أن يثير القلق بين السكان الذين عاشوا في أجواء غير مستقرة لسنوات طويلة.
اغتيال وخطف في درعا
أما في جنوب البلاد، فقد شهد ريف درعا تطورات دموية متسارعة مساء الأحد، حيث قُتل سائق شاحنة من دمشق برصاص مسلحين مجهولين قرب قرية خربا، على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء. كما أفاد "تجمع أحرار حوران" بتعرض حافلة قادمة من ريف دمشق لعملية خطف، بعد أن اعترضها مسلحون قرب بلدة كحيل في ريف درعا الشرقي واقتادوا ثمانية من ركابها، بينهم ست نساء، إلى مكان مجهول.
التجمع أوضح كذلك أن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة أصيبوا بجروح خطيرة جراء إطلاق النار على سيارتهم بالقرب من كحيل، ونُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. هذه الأحداث تؤشر إلى استمرار حالة الانفلات الأمني في الجنوب السوري، وسط تصاعد عمليات الاغتيال والخطف التي باتت شبه يومية، لتزيد من معاناة السكان المدنيين وتفاقم أجواء التوتر الطائفي والعشائري في المنطقة.
قلق متصاعد في السويداء
الإعلامية والناشطة الحقوقية إيمان أبو عساف أكدت أن ما يجري جنوب سورية يثير القلق بشكل متزايد، معتبرة أن قتل السائق قرب قرية خربا يهدف إلى تأجيج الصدام مع محافظة السويداء. ورأت أن الهدنة الهشة تُخرق بصورة متكررة، ما يضع الأهالي أمام تحديات وجودية بعد أن خرجوا لتوهم من مجازر وعمليات قمع غير مسبوقة.
وبحسب أبو عساف، فإن التظاهرات التي شهدتها السويداء خلال الفترة الماضية لم تكن سوى ذريعة لتفجير الأوضاع، مشيرة إلى أن المطلوب من السلطة إذا كانت جادة في "رأب الصدع" أن تتخذ خطوات عملية لضبط حالة الاستفزاز ومنع الانفلات. وأكدت أن أي حديث عن تهدئة لا يمكن أن يُصدّق دون إجراءات إنسانية مباشرة، مثل إدخال الأدوية والغذاء وتأمين المياه، عبر جهات محايدة تراقب وتوثّق عملية التوزيع لتفادي اتهامات متبادلة بشأن عرقلة المساعدات.
أزمة إنسانية خانقة
أبو عساف حذّرت من أن استمرار التوتر الأمني يضاعف الأزمة الإنسانية في السويداء، حيث سُجّلت وفيات بين مرضى السرطان والسكري وغسيل الكلى بسبب نقص الأدوية وانقطاع الإمدادات الطبية. وأشارت إلى وفاة طبيبة نفسية تعمل مع منظمة "يونيسف" بعدما تعذّر حصولها على جرعات الأنسولين، في مشهد يلخّص حجم الكارثة الصحية التي يعيشها السكان.
في السياق ذاته، أشار "تجمع أحرار حوران" إلى أن النصف الأول من عام 2025 شهد نحو 80 محاولة اغتيال في درعا، قُتل إثرها 52 شخصًا وأصيب 28 آخرون، إضافة إلى تسجيل 21 حالة اختطاف. هذه الأرقام تعكس حجم الانفلات الأمني والتصعيد المستمر، وتجعل من الجنوب السوري بؤرة توتر تهدد بانفجار أوسع في أي لحظة إذا لم تتدخل أطراف محلية ودولية لاحتواء الوضع.









