تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت المصادر الإعلامية المختلفة، بما في ذلك القناة 12 الإسرائيلية، عن أبرز البنود التي وافقت عليها حركة حماس في إطار التهدئة الأخيرة في قطاع غزة، وذلك في محاولة لإنهاء التصعيد العسكري الأخير وتحقيق استقرار مؤقت في المنطقة. 

وتأتي هذه البنود لتشمل مجموعة من الإجراءات الإنسانية والسياسية والاستراتيجية، بما يعكس رغبة الطرفين في تقليل الخسائر الإنسانية وفتح مسار تفاوضي جديد.

1. تعديل خطوط الانسحاب في المناطق السكانية

أحد البنود الأساسية التي وافقت عليها حركة حماس هو تعديل خطوط الانسحاب في المناطق السكانية لتصل إلى 800 متر، وهو ما يمثل خطوة مهمة في تخفيف التصعيد العسكري في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان. ويهدف هذا الإجراء إلى حماية المدنيين وتقليل الخسائر البشرية، خاصة بعد سنوات من الحروب المتكررة التي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية للقطاع.

2. إدخال المواد الإنسانية والمساعدات

تضمنت البنود أيضًا إدخال 600 شاحنة يوميًا محملة بمواد الإيواء والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ضمن جهود تخفيف المعاناة الإنسانية للسكان المتضررين من النزاع. هذا الاتفاق يشمل التعاون مع الهلال الأحمر الدولي والأمم المتحدة لتسهيل مرور المساعدات وضمان وصولها إلى المستحقين بشكل آمن ومنظم. ويعتبر هذا البند خطوة مهمة لضمان توفير الغذاء والمستلزمات الأساسية بعد التدمير الكبير الذي طال القطاع.

3. إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين

أحد البنود الأكثر حساسية وتأثيرًا في الاتفاق يتعلق بـ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، حيث سيتم الإفراج عن 1700 أسير فلسطيني، منهم 1500 من غزة، بما في ذلك جميع الأسرى القاصرين والنساء. بالإضافة إلى ذلك، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 140 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و60 أسيرًا حكم عليهم بأكثر من 15 سنة، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء محتجزين لدى حماس، بالإضافة إلى تبادل الجثث بمعدل 10 جثث فلسطينية مقابل كل جثة إسرائيلية.

4. وقف إطلاق النار ومفاوضات إنهاء الحرب

يشمل الاتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وهو ما يفتح الباب أمام بدء مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب بمجرد دخول التهدئة حيز التنفيذ. وتمثل هذه النقطة فرصة تاريخية للطرفين لإيجاد حلول دائمة أو على الأقل لتثبيت هدنة طويلة نسبياً، مع التركيز على التعامل مع الأزمات الإنسانية والسياسية في القطاع.

5. الانسحاب الإسرائيلي من مناطق محددة

في إطار البنود العسكرية، وافقت حماس على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى عمق حوالي 1000 متر في شمال وشرق القطاع، باستثناء منطقتي حي الشجاعية وبيت لاهيا، وهو ما يشير إلى تقليص التواجد العسكري الإسرائيلي داخل المناطق السكنية والحيوية. ويسهم هذا الإجراء في تخفيف التوتر على الأرض ويقلل احتمالية وقوع مواجهات عنيفة خلال فترة التهدئة.

6. تسهيل التبادل الإنساني والجثث

تضمن الاتفاق أيضًا آلية لتبادل الجثث، حيث يتم تسليم 10 جثث فلسطينية مقابل كل جثة إسرائيلية، وهو ما يعكس اهتمام الطرفين بالبعد الإنساني واحترام حقوق الأسر المتضررة. ويأتي هذا ضمن الجهود الدولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان حقوق الأسرى والمفقودين.

7. إدخال المساعدات عبر المؤسسات الإنسانية

وافق الطرفان على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات المعترف بها دوليًا، مثل الهلال الأحمر الدولي والأمم المتحدة، لضمان توصيل الدعم بشكل منظم دون تدخل عسكري أو سياسي. وهذا يساهم في تعزيز الاستقرار النسبي وتحسين الوضع المعيشي لسكان القطاع الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

تمثل البنود التي وافقت عليها حركة حماس خطوة مهمة نحو تقليل التصعيد العسكري في قطاع غزة، وتفتح المجال لمفاوضات محتملة لإنهاء الصراع على المدى القصير. تشمل هذه البنود تعديل خطوط الانسحاب، إدخال المساعدات الإنسانية، إطلاق سراح الأسرى، ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، ينص الاتفاق على آليات واضحة لتبادل الأسرى والجثث، مما يعكس اهتمام الطرفين بالبعد الإنساني في النزاع. تبقى متابعة تنفيذ هذه البنود والتأكد من احترامها على الأرض العامل الأساسي لضمان نجاح التهدئة واستقرار المنطقة خلال الفترة المقبلة.