-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
"مناطق عبور إنسانية" لسكان غزة.. خطة بملياري دولار تثير المخاوف من التهجير الجماعي
تساؤلات مقلقة: هل ستُقام هذه المناطق داخل غزة أم خارجها؟
"مناطق عبور إنسانية" لسكان غزة.. خطة بملياري دولار تثير المخاوف من التهجير الجماعي
-
7 يوليو 2025, 2:18:03 م
-
455
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تقرير خطير نشرته وكالة "رويترز"، كشفت تفاصيل خطة مثيرة للجدل قدمتها مؤسسة "غزة الإنسانية" لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتقضي بإنشاء ما يسمى "مناطق عبور إنسانية" لاستيعاب سكان غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون مدخلًا لإعادة هيكلة غزة ديمغرافيًا وأمنيًا.
وبحسب التقرير، تبلغ تكلفة الخطة نحو 2 مليار دولار، وتشمل إنشاء مخيمات ضخمة يُفترض أن يقيم فيها الفلسطينيون "مؤقتًا"، ويخضعون خلالها لما وصفته المؤسسة بـ"نزع التطرف" و"الاستعداد للهجرة خارج القطاع إن رغبوا".
تساؤلات مقلقة: هل ستُقام هذه المناطق داخل غزة أم خارجها؟
حتى الآن، لم يُحسم موقع إنشاء هذه "المناطق"، وسط تقارير متضاربة تشير إلى احتمالية إنشائها إما داخل حدود القطاع، أو في دول مجاورة مثل مصر أو قبرص. لكن عدم وضوح المكان النهائي، فتح الباب واسعًا أمام مخاوف تهجير قسري وإعادة توطين تتعارض مع القانون الدولي.
يأتي هذا في وقت يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة تحت قصف متواصل ونزوح قسري، ما يجعل فكرة "العبور المؤقت" تبدو غطاء إنسانيًا لخطط سياسية وأمنية بعيدة المدى.
نزع التطرف والهجرة.. عناوين مثيرة للقلق
وفق تقرير "رويترز"، تسعى الخطة إلى نزع التطرف من السكان خلال فترة الإقامة في المخيمات و تهيئة الفلسطينيين للهجرة من غزة. و إعادة إدماجهم في بيئات بديلة خارج مناطق الصراع.
وهي أهداف تنطوي على أبعاد أمنية أكثر من كونها إنسانية، مما يعكس مخططًا يهدف إلى تفكيك النسيج المجتمعي في غزة وتحويله إلى حالة مشتتة غير قادرة على المطالبة بحقوقه.
دلالات خطيرة: إعادة تعريف الإغاثة وفق مصالح أمنية
إن وصف الخطة بأنها "إنسانية" يتناقض جذريًا مع مضمونها، الذي يحوّل الإغاثة إلى أداة هندسة سياسية وأمنية. فقد حذرت منظمات حقوقية من أن مثل هذه المشاريع تُستغل لتصفية القضية الفلسطينية سياسيًا وتهجير سكان غزة خارج أراضيهم.
ووفق محللين، فإن توقيت طرح هذه الخطة بالتزامن مع فشل نظام توزيع المساعدات الجديد الذي تديره واشنطن وتل أبيب، يؤكد وجود نية لإيجاد "بديل جذري" عن الوكالات الدولية، وخاصة وكالة "أونروا".
رفض فلسطيني ومخاوف دولية
العديد من الجهات الفلسطينية نددت بالخطة، معتبرة إياها أداة جديدة للسيطرة على الفلسطينيين تحت غطاء إنساني. كما أثارت الخطة مخاوف داخل الأمم المتحدة، التي ترى أن أي مناطق إيواء لا تخضع لإشراف دولي حيادي، قد تتحول إلى أدوات ضغط وتجنيد وإعادة توجيه قسري.
الخطر في التفاصيل
رغم أن الخطة ما تزال قيد النقاش، إلا أن مضمونها يكشف عن اتجاه استراتيجي خطير يسعى لتحويل سكان غزة من أصحاب قضية إلى لاجئين دائمين بلا أفق سياسي. ويخشى مراقبون أن يتم فرض هذه المخيمات على الأرض كأمر واقع، تحت ذريعة إنقاذ المدنيين، بينما تُستخدم لاحقًا كأداة تفريغ ديمغرافي لغزة.








