واقع بائس ومستقبل مجهول

غزة الجائعة.. مكملات غذائية بدل الطعام وأطفال يفاوضون على البقاء

profile
  • clock 7 يوليو 2025, 2:08:31 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

على قارعة الألم، وبجوار مدرسة تحوّلت إلى مركز نزوح، وقفت ريتال الفرا، ذات الأحد عشر عامًا، تفاوض طفلًا يكبرها لشراء “كيس أحمر” لا يتجاوز وزنه حفنة من الغرامات. الكيس لم يكن حلوى، بل مكمل غذائي علاجي، يُستخدم في حالات سوء التغذية الحاد، وتحول في غزة إلى بديل غذائي شبه وحيد في ظل غياب الطعام الحقيقي.

المكملات الغذائية.. وهم الصمود في زمن الحصار

تنقسم المكملات في غزة إلى نوعين: الكيس الأحمر: غذاء علاجي جاهز للأكل يُعطى للأطفال المصابين بسوء تغذية حاد.

الكيس الأصفر: مكمل وقائي يُقدَّم للأطفال من 6 أشهر حتى 5 سنوات، وللنساء الحوامل والمرضعات.

لكن كما يؤكد أخصائي التغذية محمد منصور، فهذه المكملات لا يمكن اعتبارها بدائل حقيقية للطعام، إذ تحتاج إلى بيئة صحية متكاملة لتكون فعالة، بينما غزة تعاني من انعدام مقومات التغذية والدواء.

وتُجمع منظمة الصحة العالمية و"الأونروا" على أن هذه المكملات ليست إلا أدوات دعم، وليست علاجًا في بيئة تموت فيها الفواكه على المعابر ويُحتكر فيها الحليب في السوق السوداء.

أمهات يحتضنّ الهزال بدل الحليب

داخل مراكز النزوح، المشهد لا يقل فداحة. تقول إيمان أبو النور، وهي تحتضن طفلتها البالغة عامًا ونصف ووزنها لا يتجاوز 9 كيلوغرامات:
"هاي المكملات ما بتعوض، بس بنعطيهم إياها لأنو ما في شي تاني. هي استهلاك، مش علاج".

في الوقت نفسه، يعاني أخو الطفلة من تكسر في صفائح الدم، ولا يتوفر له أي علاج سوى بعض الأكياس الغذائية الهزيلة.

تحذيرات طبية من كارثة غذائية

في يونيو الماضي، حذّر د. أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر، من كارثة صحية وشيكة بسبب نفاد حليب الأطفال، وهو ما أكدته وزارة الصحة لاحقًا، مشيرة إلى انعدام شبه كامل للمخزون وظهور عبوات منتهية الصلاحية في السوق السوداء.

وبينما تُوزّع المكملات بآليات مذلة، تختفي الخضار والفواكه والبيض واللحوم من موائد الغزيين، لتتحول غزة إلى ساحة جوع بلا ضفاف.

واقع بائس ومستقبل مجهول

أزمة غزة لم تعد مجرد قصة حصار، بل تحولت إلى مأساة صحية واجتماعية ممتدة. أطفال القطاع يتغذون على مكملات غذائية، بينما تمتلئ أيديهم بـ"أكياس النجاة"، لكن بطونهم لا تعرف طعم الشبع.

في ظل صمت دولي وعجز إنساني، يبقى السؤال الحارق: أي مستقبل ينتظر أطفال غزة؟

التعليقات (0)