ملك الأردن حذّر واشنطن من اغتيال الشرع قبل لقائه بترامب

profile
  • clock 16 مايو 2025, 9:12:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشف عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الخميس، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حذّر الولايات المتحدة من الإقدام على اغتيال الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وذلك قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. هذا التصريح اللافت يعكس عمق العداء الذي كان يكنّه بعض مسؤولي إدارة ترامب للشرع، ويؤكد ما سبق أن صرّح به ترامب نفسه، حول تلقيه مناشدات مباشرة من قادة أجانب تطلب منه منح الشرع فرصة، في وقت كان مستشاروه ينظرون إليه بعين الشك.

خيار الاغتيال على طاولة السياسة الخارجية

قالت السناتورة الديمقراطية جين شاهين، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، إنها قلقة من بعض "الشائعات" التي سمعتها في أوساط السياسة الخارجية داخل الإدارة الأمريكية، وتشير إلى أن أحد "الخيارات المطروحة" كان يتمثل في اغتيال الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع.

وبحسب شاهين، فإن الملك عبد الله الثاني علم بهذه المناقشات السرية المفترضة، وسارع إلى التحذير منها. وقالت: "أحد الأمور التي نبهنا إليها الملك عبد الله هو أن تغييراً في القيادة على هذا النحو قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا، وهذا لن يكون جيداً في ظل الفرصة المتاحة لدفع البلاد إلى الأمام".

توقيت اللقاء والتحولات في موقف ترامب

التقت شاهين بالملك عبد الله في واشنطن العاصمة خلال شهر مايو، ما يشير إلى أن هذه المناقشات ربما جرت قبيل إعلان ترامب إلغاء العقوبات على سوريا ولقائه المرتقب مع الشرع. وقد أدلت السناتورة بهذه التصريحات خلال استجوابها لجويل رايبورن، مرشح ترامب لمنصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وهو أعلى منصب مختص بالشرق الأوسط في وزارة الخارجية.

ويُعدّ اعتراف شاهين لافتاً في سياق أحداث الأسبوع نفسه، إذ فاجأ ترامب مسؤولي إدارته وحتى إسرائيل، بإعلانه عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.

لقاء الرياض ومديح ترامب

بعد هذا الإعلان، عقد ترامب اجتماعاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء. وأثناء حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، كال ترامب المديح للشرع، واصفاً إياه بأنه "رجل شاب وجذاب. رجل قوي. ماضٍ قوي جداً. مقاتل".

وعندما سُئل رايبورن عن التعليق على "خيار" الاغتيال، قال: "لست على دراية بمحاولات كهذه، لكنها بالتأكيد لا تتماشى مع نية الرئيس… ولا مع وصفه للشرع في اليومين الماضيين".

قرار مفاجئ يثير الغضب في واشنطن

قوبل قرار ترامب بإزالة كل العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتي تعود إلى عام 1979، بترحيب كبير في الرياض، لكنه أثار استياء داخل الإدارة الأمريكية. فحتى بعض مسؤولي وزارة الخارجية الذين كانوا يدفعون باتجاه تخفيف العقوبات، شعروا بأنهم قد تم تهميشهم.

قبل أيام قليلة فقط من هذا الإعلان، كان مستشارو سوريا في وزارة الخارجية يطلعون نظراءهم الأجانب على أن إدارة ترامب تعتزم الإبقاء على العقوبات ضد الحكومة الجديدة في دمشق، حسبما أفاد مسؤول إقليمي لصحيفة "ميدل إيست آي".

في المقابل، قال مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق للصحيفة نفسها، إن أعضاء متشددين في مجلس الأمن القومي التابع لترامب أبلغوا نظراءهم في الخفاء بنيّتهم المماطلة في تنفيذ رفع العقوبات، لاستخدام ذلك كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من شراع.

وقد حذّر السناتور الديمقراطي كريس ميرفي، يوم الخميس، من أن بعض أعضاء إدارة ترامب يسعون "لتقويض" قرار الرئيس.

رايبورن: الفرصة الذهبية

تأتي جلسة الاستماع لرايبورن في توقيت حساس، نظراً لكونه كان يُعرف بتشدده حيال سوريا عندما كان يشغل منصب المبعوث الخاص للبلاد خلال الولاية الأولى لترامب.

وقال رايبورن في الجلسة: "أنا أؤيد أهداف الرئيس ومبادرته كما عرضها. إنها فرصة ذهبية لفتح صفحة جديدة… الرئيس يتخذ خطوة جريئة… ولديه توقعات واضحة".

شروط البيت الأبيض من الشرع

قال البيت الأبيض إن من بين مطالبه من الشرع طرد المقاتلين الفلسطينيين والأجانب من سوريا، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح ترامب أيضاً أنه ناقش مع الشرع مسألة تطبيع سوريا علاقاتها مع إسرائيل.

ونُقل عن ترامب قوله: "قلت له: آمل أن تنضم (إلى اتفاقيات السلام) عندما تستقر الأمور. فقال: نعم. لكن لا يزال أمامهم الكثير من العمل".

ماضي الشرع وعلاقاته الخارجية

يُذكر أن الشرع كان قائداً لتنظيم "هيئة تحرير الشام" (HTS)، وهو فصيل إسلامي مسلح أطاح بنظام الأسد الذي دام لعقود، في ديسمبر 2024. كما شارك الشرع في التمرد العراقي بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وقضى فترة في السجون الأمريكية، وكان قد بايع تنظيم القاعدة في السابق.

وفي مطلع عام 2025، أزالت إدارة بايدن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار كانت مرصودة للقبض عليه، لكنه لا يزال مصنّفاً كـ"إرهابي عالمي". ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا التصنيف قد يُرفع قريباً بناء على أمر ترامب الأخير.

ويُعدّ الحليف الأبرز للشرع على الساحة الدولية هو تركيا، رغم أن حكومته بدأت أيضاً في التقارب مع دول الخليج.

أدوار تركيا والسعودية والإمارات

قال ترامب في تصريحاته، يوم الثلاثاء، إنه تلقى طلبات لرفع العقوبات، وكان من بين الداعمين لذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

أما الإمارات، فقد لعبت دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا، تهدف إلى تهدئة التوترات. وتشن إسرائيل منذ شهور غارات على سوريا، وتحتل منطقة في جنوب غرب البلاد. وفي وقت سابق هذا العام، سعت إدارة ترامب إلى دفع إسرائيل وتركيا للدخول في محادثات تخفيف تصعيد داخل سوريا.

هل تنضم سوريا إلى اتفاقيات إبراهام؟

عقب إعلان ترامب، سُئل علي الرفاعي، مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية، من قبل قناة "كان" الإسرائيلية، عن احتمال انضمام بلاده إلى "اتفاقيات أبراهام"، وهي الاتفاقية التي رعيت في عهد ترامب عام 2020، ونتج عنها اعتراف عدة دول عربية بإسرائيل.

فأجاب الرفاعي قائلاً: "السلام مع الجميع، بلا استثناء".

التعليقات (0)