يوسي شاين: ساعة نتنياهو لا تدقّ بوتيرة ترامب نفسها

profile
  • clock 16 مايو 2025, 8:30:18 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال عضو الكنيست السابق يوسي شاين، ترامب أراد زعزعة العالم عبر بناء قوة قيصرية، عدوانية أحياناً، لم يكن لها مثيل على الساحة الدولية، أو الداخلية، منذ وقت طويل.
 منذ يومه الأول في البيت الأبيض، أوضح أنه لا يلتزم تفاهمات بايدن، ولا المنظومة الفاسدة التي بناها بايدن وأوباما، ولا "الضعف الأميركي" الخاص بالديمقراطيين، أو حتى الجمهوريين. وقال "لن نتحدث عن أخلاق كاذبة،" إنما عن "نتائج حقيقية ودفعٍ بالمصالح الأميركية بشكل واضح. حلفاؤنا سيربحون من ذلك، وأعداؤنا سيعانون."
نتنياهو والمعسكر اليميني، شأنهم شأن كثيرين في إسرائيل أيضاً، أدمنا ذلك. وصل حامي اليهود، وسيُبيد أعداءنا في الشرق الأوسط وداخل الولايات المتحدة أيضاً، حيث كبرت معاداة السامية إلى حجم مذهل. صفقوا في القدس للعقوبات على الجامعات، وقالوا إن ترامب قال لنا: استعملوا قوة كبيرة في غزة، احسموا. حتى إنه وعد أيضاً بعدم فرض قيود على الأسلحة، وأن أميركا لن تطالب إسرائيل بمطالب إنسانية خانعة من إنتاج الليبراليين.
 

أُعجب نتنياهو ومشجّعوه بالحامي الجيد لليهود من جديد.


وأضاف شاين في مقاله، لقد منح رئيس الحكومة وائتلافه حياة جديدة، وأعلن كلٌّ من سموتريتش وستروك الخلاص. لقد وعد رئيس حكومة إسرائيل ترامب بإنهاء الحرب في غزة، لكي يستطيع الرئيس الأميركي تحقيق رؤيته وتحويلها إلى الريفييرا الفرنسية، برعاية وملكية أميركية. وفعلاً، اعتُبر ترامب المخلص الأمثل، وقال اليمين إنه سيسمح لنا بنفي الفلسطينيين جميعاً، وبضرب الإيرانيين، واحتلال سورية.
إن حقيقة أن ترامب لا يركز على القضايا الأخلاقية، حتى إنه أوقف وكالة نشر الديمقراطية الأميركية في العالم، هي التي شجعت اليمين أكثر على خوض حرب مقاطعة للأخلاق التقدمية "الكاذبة". وزيارة رئيس الحكومة للزعيم الهنغاري تحولت إلى عنوان للانقلاب الأيديولوجي على الليبرالية.
لكن نتنياهو والمقربين منه نسوا أن ترامب لا يركز على الأيديولوجيا. ففي رأيه، يجب أن تُترجم القوة سريعاً، وبشكل واضح، في المجالين الاقتصادي والجيوسياسي، الجيدَين لأميركا. صحيح أنهم بدأوا بسياسة فوضى وعدوانية، لكنهم عادوا إلى المسار سريعاً، ويحصلون الآن على إنجازات، كرجال أعمال. على الساحة الدولية، قام ترامب بإذلال زيلينسكي، لكنه وقّع اتفاقية معادن مع أوكرانيا؛ حتى إنه تصالح مع رئيس حكومة كندا الجديد الليبرالي؛ ووقّع مع بريطانيا اتفاق ضرائب؛ وبعد النزاع الكبير مع الصين، انتقل إلى مرحلة التنازلات؛ وسوق الأسهم الذي انهار في آذار/ مارس، عاد إلى الشاشات الخضراء، مثلما وعد المخلّص؛ ووقّع ترامب اتفاقاً مع الحوثيين أيضاً. إنه يحب تقليل الخسائر وتعريف ذلك بأنه انتصار - فأعداء الأمس هم الشركاء التجاريون اليوم.



نتنياهو لم يفهم مزاج رجال الأعمال والتنازلات الذي يُميّز ترامب والمقربين منه. 


لقد أعلن أنه لن يتوقف حتى الوصول إلى "الانتصار المطلق"، الذي يرى ترامب أنه رؤية غير واضحة كلياً. قال لي أحد المسؤولين الأميركيين الكبار في مطلع آذار/مارس: "لا يوجد أرباح من طرفكم." 
تم استدعاء القائد الإسرائيلي من هنغاريا إلى البيت الأبيض، ثم تبليغه أن أميركا تدير مفاوضات مكثفة بشأن صفقة مع الإيرانيين. كان هناك رأي سائد في الأوساط المقربة من ترامب في أن نتنياهو غير جدّي، ولا ينهي الأمور، ولا يطرح حلاً حقيقياً لغزة، وأنه يستمع إلى المتطرفين الذين يريدون الاستيطان هناك، ويؤجل تحرير المخطوفين، والأهم أن لديه ميولاً لتوريط أميركا في حرب لا تريدها مع إيران، كذلك، كشف المحادثات التي دارت بين رئيس الحكومة وبين مستشار الأمن القومي السابق وولتز الذي نفاه الرئيس، ليكون سفيراً في الأمم المتحدة.
 

قرر ترامب استخدام قوته من أجل بناء أميركا وصورته، كرجل سلام.


الشخص الذي يصفه الليبراليون بالعنيف، يموّه منافسيه، ويمكنه في النهاية الجمع ما بين بوتين وأوكرانيا، وأن يدفع بالسلام ما بين الهند وباكستان. فقط في غزة، لا يتم التقدم بالسرعة المطلوبة. حوّل ترامب مركز الثقل إلى السعودية وقطر والعالم العربي برمته، والآن، بات مخلّص الآخرين. يقوم ترامب أيضاً بتوسيع القناة التجارية العربية، وهو ما يعزز قوتها في العالم كله. فالمبالغ الضخمة جداً والقصور يستقطبان اهتمام الجميع.
 

هل سيتحول ترامب إلى بطل العالم الإسلامي؟


 السعوديون، والقطريون، والسوريون الجدد الذين نسمّيهم إسلاميين متطرفين ببدلات، وأردوغان أيضاً - هم أصدقاء ترامب المقربون. ببساطة، إن ساعة نتنياهو لا تدقّ بذات وتيرة واتجاه الرئيس الأميركي، ولا يبدو كأنه توجد إنجازات حقيقية في الأفق.

إذاً، مَن سيسيطر على غزة في نهاية المطاف؟ هل سنُخضع "حماس"؟ متى سيتحرر المخطوفون؟ ومتى سنوسّع اتفاقيات أبراهام؟ وهل سنوقّع صفقات مع السوريين، ومتى؟ وماذا سيحدث للإيرانيين؟ في السعودية، أوضح ترامب الثمن الذي تدفعه إسرائيل جرّاء سياسة نتنياهو. على المنصة، وأمام آلاف الزعماء والضيوف، بارك لعيدان ألكسندر باسمه، وطالب بتحرير جميع المخطوفين، وبنهاية الحرب.
 


 

المصادر

بقلم: عضو كنيست سابق يوسي شاين
المصدر: قناة N12

 

التعليقات (0)