-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
مصطفى أبو السعود: نكبة 2025 استمرار لحقد 1948.. ولا خلاف جوهري بين ترامب ونتنياهو
في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»
مصطفى أبو السعود: نكبة 2025 استمرار لحقد 1948.. ولا خلاف جوهري بين ترامب ونتنياهو
-
15 مايو 2025, 4:45:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاتب الفلسطيني مصطفى محمد أبو السعود
قال الكاتب الفلسطيني مصطفى محمد أبو السعود إن نكبة 2025 ليست حدثًا منفصلًا عن الماضي، بل امتداد مباشر للحقد الصهيوني الذي تجلى بوضوح منذ نكبة عام 1948. هذا الحقد الذي استخدم القوة بشكل جنوني ضد شعب أعزل، تتكرر ملامحه اليوم بأبشع الصور. السمة المشتركة بين النكبتين هي عنف الاحتلال المفرط، وصمت دولي خانق، ومؤسسات عاجزة لا تملك حتى إدخال علبة حليب للأطفال الذين يموتون جوعًا. هذا إلى جانب موقف رسمي عربي متخاذل، بل ومتآمر على المقاومة الفلسطينية، لم يعد يخجل من عدائه العلني لمن يقاتلون دفاعًا عن الأرض والشعب.
المقاومة تصنع الفارق
وأوضح “أبو السعود”، في تصريحات خاصة لـ«180 تحقيقات»، أن أهم أوجه الاختلاف بين النكبتين، برزت في القوة التي أعدتها المقاومة الفلسطينية. فرغم بساطتها، فإنها لم تكن موجودة عام 1948، لكنها اليوم ألحقت أضرارًا بشرية ومادية جسيمة بالاحتلال. المقاومة أحدثت أيضًا هزيمة نفسية عميقة، نسفت معها أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، الذي وجد نفسه غارقًا في مستنقع غزة، متخبطًا وعاجزًا أمام ثبات المقاومين. في ذات السياق، ارتفع منسوب الوعي الجماهيري الداخلي والخارجي، عربيًا ودوليًا، بانكشاف زيف الرواية الصهيونية التي صدرت "إسرائيل" على أنها الحمل الوديع المهدد في غابة متوحشة، بينما هي الذئب المفترس المدعوم من قوى الهيمنة.
وأضاف أن ما يجب التأكيد عليه أن النكبة ليست مناسبة موسمية نستذكرها كل عام، بل هي مستمرة طالما الاحتلال قائم. ما نعيشه الآن هو ذروة الإجرام الممارس ضمن مشروع النكبة المتواصلة، ومشهدها الحالي في غزة يمثّل أقصى درجات الوحشية والإفلات من العقاب.
أدوات منع تكرار النكبة
كما أكد “أبو السعود” أنه في مواجهة هذه الكارثة الممتدة، فإن أدوات منع تكرار النكبة تبدأ داخليًا من خلال استمرار المقاومة، وتعزيز الصمود، والوحدة الوطنية القائمة على قاعدة المقاومة المسلحة. أما خارجيًا، فهناك خطوات عملية يمكن اتخاذها، مثل تفعيل المقاطعة الرسمية للعدو، وسحب الاستثمارات العربية من الأسواق والبنوك الأمريكية والغربية، وطرد السفراء الغربيين وسحب السفراء العرب من العواصم الداعمة للاحتلال، وإغلاق الشركات الأمريكية العاملة في الوطن العربي. هذه الإجراءات، إذا ما تم تبنيها، كفيلة بإحداث تغيير جذري في السياسة الأمريكية، ورفع أسهم العرب ونضالهم العادل في مواجهة المشروع الصهيوني.
زيارة ترامب: سطو على المال العربي
وحول زيارة ترامب إلى المنطقة، أشار الكاتب الفلسطيني إلى أنها لم تكن بهدف دعم القضية الفلسطينية، بل كانت مناسبة لنهب المال العربي، وتعويض خسائر السوق الأمريكية بسبب سياساته المثيرة للجدل، وخصوصًا ما عُرف بـ"حرب الرسوم". الزيارة حملت أيضًا تأكيدًا على استمرار السيطرة الأمريكية على المنطقة، من خلال إعادة دمج النظام السوري في "حضيرة العرب المعتدلين"، لضمان عدم اعتراضهم على السياسات الإسرائيلية، أو تهديد مصالح الاحتلال.
وشدد على أن الحديث عن خلافات بين ترامب ونتنياهو، فهو في جوهره غير دقيق. من يقرأ تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" يدرك أن العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين لا تتأثر بالخلافات الشكلية أو السلوكية. فكلا الرجلين يدوران في ذات الفلك الذي يهدف إلى تثبيت "إسرائيل" كقوة ضاربة في المنطقة، تنهش الجسد العربي تحت حماية أمريكية. وما يظهر من تباينات بينهما لا يعدو كونه خلافًا في الوسائل والأساليب، وليس في الغايات أو الأهداف، لأن كليهما ينظر إلى العالم من ذات الزاوية المتعالية، ويتشاركان نفس العقلية الإمبريالية.









