تكبير الخط تصغير الخط

خاص_ 180 تحقيقات

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، كشفت الكاتبة الصحفية سنا كجك، المختصة بالشأن الإسرائيلي ومديرة مكتب الموقع في لبنان، عن استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار المعلن، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالاتفاق، ويواصل الاعتداءات اليومية على جنوب لبنان دون رادع دولي فعلي.

خروقات لا تتوقف.. المدنيون في مرمى الاستهداف

أوضحت كجك في حديث خاص  أن العدو الإسرائيلي لا يزال يتمادى في خروقاته باستهداف المدنيين والممتلكات، حيث شهد فجر اليوم استهدافًا مباشرًا لخيمة تعود لجمعية خيرية في إحدى بلدات الجنوب، دمرتها طائرة مسيّرة تدميرًا كاملًا.
كما أضافت أن الأهالي الذين يحاولون تفقد منازلهم وأرزاقهم يتعرضون للاستهداف إما عبر المسيرات أو بإلقاء القنابل عليهم، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى خلال الأسابيع الماضية.

وأكدت أن الخروقات "سُجّلت بالمئات" منذ إعلان وقف إطلاق النار، في مشهد يؤكد أن الهدنة مجرد عنوان إعلامي لا يُطبق على الأرض.

المواقف الدولية: صمت مريب واستجابة خجولة

فيما يتعلق بالمواقف الدولية، أشارت كجك إلى أن الردود "لا تزال خجولة جدًا" رغم التصعيد المتكرر من قبل الاحتلال.
وأوضحت أن الحكومة اللبنانية خاطبت رسميًا الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما أطرافًا ضامنة للاتفاقات، لمطالبة إسرائيل بوقف الاستفزازات والانتهاكات، لكن يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر – أو غير راغب – في لجم إسرائيل، التي تمضي في عدوانها دون اعتبار لأي اتفاق أو التزام.

هذا الصمت الدولي، كما وصفته كجك، "يشجع الاحتلال على مواصلة قصفه دون محاسبة، في ظل غياب أي آلية ردع حقيقية على الساحة الدبلوماسية".

آثار الغارة الإسرائيلية على النبطية

ضمن مسلسل الاعتداءات اليومية، قالت كجك إن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم جرافة على طريق يحمر الشقيف – أرنون الشقيف في قضاء النبطية، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في المنطقة.

ولم تكتفِ الطائرة بالاستهداف الأول، بل قصفت موقعًا في معمل للحجارة في بلدة أرنون، ما أسفر عن استشهاد أحد العاملين في المكان، ليُضاف إلى سجل الضحايا الذين يسقطون تباعًا في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد.

خروقات متصاعدة ومسؤولية دولية غائبة

يتضح من تصريحات سنا كجك أن ما يجري في جنوب لبنان ليس مجرد حوادث متفرقة، بل حملة ممنهجة من الاستهداف اليومي، تقابلها مواقف دولية خجولة وغير فاعلة.
وفي ظل هذا الواقع، يبقى المدني اللبناني هو الضحية الأولى، في وقت يتطلب من الأطراف الدولية التحرك الجاد لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وضمان احترام اتفاقات وقف إطلاق النار.