آمال وطموحات عسيرة

سياسي عراقي يكشف خبايا مؤتمر القمة الطارئة في قطر

profile
  • clock 17 سبتمبر 2025, 12:57:55 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي،

خاص موقع 180 تحقيقات

أوضح الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، الكاتب السياسي العراقي عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة بغداد، في حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"، رؤيته حول القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت مؤخرًا في قطر، متناولًا الآمال والطموحات، وكذلك الإشكاليات والمخاطر المرتبطة بالتصرفات الإسرائيلية، التي توصف بالغطرسة.

خلفية المؤتمر الطارئ

دُعيت القمة الطارئة بعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر في 9 سبتمبر 2025، والذي استهدف مقر سكني يضم قادة من حركة حماس داخل العاصمة الدوحة. ويهدف المؤتمر بشكل رئيسي إلى التضامن العربي والإسلامي مع قطر وإدانة السلوك الإسرائيلي الذي اعتُبر انتهاكًا للسيادة الوطنية. كما يسعى المؤتمر إلى استعراض مواقف عربية وإسلامية موحدة تجاه الاعتداءات المتكررة، والتوصل إلى تدابير عملية تتجاوز البيانات اللفظية التقليدية.

آمال وطموحات عسيرة

1. ردع الاعتداءات الإسرائيلية

واحد من أبرز أهداف القمة هو إرسال رسالة قوية بأن الاعتداء على دولة عربية ذات سيادة لن يمر مرور الكرام. وتركز الرسالة على حماية الدول العربية التي تلعب دورًا دبلوماسيًا وسياسيًا بارزًا، مثل قطر، ووضع خطوط حمراء في التعامل مع الاعتداءات العسكرية والسياسية.

2. استعادة الثقة الجماعية

تمثل القمة فرصة لإعادة بناء حد أدنى من الثقة بين الشعوب العربية والإسلامية تجاه قياداتها، خاصة أن الجمهور يعاني من إحباط نتيجة تراكم الأحداث التي لم تؤثر بشكل ملموس على السياسات الإسرائيلية أو على الواقع الميداني للقضية الفلسطينية.

3. توثيق التضامن والتنسيق السياسي

تسعى القمة إلى إنجاز مواقف موحدة وبيان ختامي قوي، وربما خطوات عملية سياسية أو حقوقية، مثل المطالبات في المحافل الدولية أو إجراءات تحفظية ودعم مباشر لقطر. وقد تجعل هذه الخطوات القمة علامة فارقة في تاريخ الاجتماعات العربية والإسلامية إذا تحولت إلى خطوات عملية.

4. إعادة تشكيل قواعد اللعبة في القضية الفلسطينية

من الطموحات المهمة للقمة أن تمثل نقطة تحول في تعامل الدول العربية والإسلامية مع العدوان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. الهدف هو الانتقال من سياسات التطبيع فقط إلى مواقف تستند إلى الحقوق والقرارات الدولية والتضامن العملي مع غزة والفلسطينيين.

المنغصات والمخاطر: الطموحات في مرمى السراب

الترهل في المخرجات بين القول والفعل

غالبًا ما تنحصر نتائج القمم العربية والإسلامية في بيانات إدانة ونداءات لفظية، دون خطوات تنفيذية قوية أو آليات متابعة فعالة. التحدي الكبير هو تحويل الخطاب إلى عمل ملموس ونتائج قابلة للقياس.

أجندات الدول المختلفة وتباين المصالح

رغم التضامن الظاهر، توجد اختلافات جوهرية بين الدول العربية والإسلامية في أولوياتها ومصالحها الأمنية، وعلاقاتها مع الغرب والولايات المتحدة، ومستوى تبعيتها أو اعتمادها على الدعم الدولي. هذه التباينات قد تضعف من التماسك العملي المطلوب، وتحد من إمكانية اتخاذ خطوات موحدة.

الغطرسة الإسرائيلية وتصعيد الممارسات

يُنظر للهجوم الإسرائيلي على قطر وغيره من التصرفات على أنها تجاوزات خطيرة تتضمن ممارسات توسعية وحصار وتهجير. هذه السياسات تثير ردود فعل عاطفية قوية، لكن الرد المتوازن يتطلب قوة قانونية وسياسية على الساحة الدولية، وإلا فإن التحذيرات ستظل مجرد كلام دون تأثير فعلي.

المخاطر الأمنية والاقتصادية لقطر والدول المشاركة

قطر تواجه اختبارًا صعبًا في الحفاظ على استمراريتها كوسيط مؤثر واقتصاد مستقر، مع إدارة العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية. أي سوء تقدير أو تصعيد قد يضعف موقعها ويحد من قدرتها على قيادة مبادرات عربية وإسلامية فعالة.

التعبئة الشعبية مقابل المسارات الدبلوماسية الطويلة

الجماهير العربية والإسلامية تتوق لرد عملي يوقف التدهور المستمر، لكن المسارات الدبلوماسية تحتاج وقتًا وتضحيات. عدم تحقيق نتائج ملموسة قد يولد ضجة وعدم رضا شعبي، ويؤثر على مصداقية القمة.

غطرسة إسرائيلية تجاوزت المعقول

الهجوم الإسرائيلي على دولة عربية مستقلة يُعد خرقًا صارخًا للمعايير الدولية ولسيادة الدول. هذا التصرف الاستراتيجي يزيد من عدم الثقة بالسلام ويغذي فكرة أن القوة هي وحدها مقياس الردع. كما أن استهداف مقرات دبلوماسية أو قيادات إقليمية لحركات مثل حماس يوضح أن السياسة الإسرائيلية تتجاوز الاقتصاد القوي إلى فرض الواقع بالقوة، حتى على دول عربية لديها علاقات مع أمريكا وأوروبا.

هل الطموح واقع أم سراب؟

توجد مؤشرات قوية أن القمة قد تكون أكثر من مجرد اجتماع احتجاجي. التوقيت، الحضور، التضامن العلني، والدعم الدولي الجزئي، كلها عوامل قد تجعل من القمة نقطة انطلاق لخطوات سياسية أو قانونية ملموسة.
لكن السراب محتمل إذا جاءت المخرجات ضعيفة، أو لم تُترجم إلى قرارات ملموسة، واكتفت الكلمات في البيان وتنظيم زيارات ومؤتمرات لاحقة دون مساءلة أو ضغط فعلي على إسرائيل. في هذه الحالة، سيبقى الطموح مجرد سراب، رغم الحاجة الملحة لتحقيق نتائج عملية.

التعليقات (0)