الرياض خشيت من إحراجها

مفاجأة.. السعودية ضغطت على ترامب لوقف الهجمات على اليمن قبل زيارته

profile
  • clock 7 مايو 2025, 1:36:13 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشفت مصادر أمريكية لموقع ميدل إيست آي أن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطًا مكثفة على الولايات المتحدة لوقف جميع هجماتها على اليمن قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، محذّرة من أن استمرار الضربات قد يؤدي إلى "وضع محرج" لكل من السعودية والولايات المتحدة.

وقالت المصادر إن السعودية، ومنذ انطلاق الحملة الجوية الأمريكية ضد جماعة أنصار الله في اليمن عام 2024 خلال إدارة الرئيس جو بايدن، أبدت تحفظات شديدة تجاه الضربات، إلا أن لهجتها أصبحت أكثر إصرارًا الأسبوع الماضي، مع اتساع نطاق الهجمات الأمريكية على الأراضي اليمنية.

ونقل أحد المسؤولين الأمريكيين -طالبًا عدم ذكر اسمه- أن "ترامب يبدو وكأنه يستجيب لطلب سعودي بوقف الضربات قبل زيارته". وأضاف: "الضغط السعودي لوقف هذا التصعيد تصاعد الأسبوع الماضي. قالوا لنا إن ضرب اليمن أثناء وجود الرئيس هناك سيكون لعبًا بالنار".

إعلان ترامب وقف القصف الأمريكي على اليمن

أعلن ترامب يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستوقف "فورًا" القصف على اليمن. لكن المسؤولين لم يؤكدوا إن كان القرار ناتجًا فقط عن الضغط السعودي، أم أن ترامب توصل إليه بناءً على حسابات سياسية خاصة به.

كما واجهت حملة القصف انتقادات داخلية حادة من بعض أبرز مؤيدي ترامب، مثل الإعلامي الشهير تاكر كارلسون والعضوة في الكونغرس مارجوري تايلور غرين، التي سخرت من الحملة قائلة: "أنا لم أرَ حوثيًا قط، ولا أحد أعرفه رآهم".

ترامب: الحوثيون قالوا إنهم لا يريدون القتال

قال ترامب إن جماعة الحوثي أبلغت واشنطن مساء الإثنين بأنها "لا تريد القتال بعد الآن، فقط لا تريد القتال"، مضيفًا: "سوف نحترم ذلك. سنوقف القصف"، موضحًا أن الحوثيين تعهدوا بعدم مهاجمة السفن.

وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إعلان ترامب عبر منصة "إكس"، موضحًا أن بلاده توسطت في "وقف لإطلاق النار" بين الولايات المتحدة والحوثيين، مضيفًا: "لن تستهدف أي من الجهتين الأخرى، بما في ذلك السفن الأمريكية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما يضمن حرية الملاحة وتدفق التجارة العالمية بسلاسة".

ترتيبات سعودية مسبقة لزيارة ترامب

كشف مسؤولون عرب وأمريكيون لـ ميدل إيست آي أن السعودية كثّفت الترتيبات المسبقة لزيارة ترامب، حيث تسعى الرياض إلى التركيز على الصفقات الاقتصادية ومبيعات السلاح خلال الزيارة، دون التطرق إلى ملف التطبيع مع إسرائيل.

وكان الموقع قد أفاد الأسبوع الماضي بأن السعودية طلبت ضمانات من واشنطن بعدم مناقشة مسألة التطبيع مع إسرائيل خلال زيارة ترامب. وأكدت الرياض أنها لا يمكن أن تمضي في هذا المسار دون اتخاذ خطوات واضحة نحو إنشاء دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة.

تصعيد إسرائيلي متزامن مع إعلان الهدنة

في الوقت الذي أعلن فيه ترامب وقف القصف الأمريكي على اليمن، شنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة على مطار صنعاء، في خطوة قد تكشف عن تباين في المواقف بين ترامب وتل أبيب.

ولم يأتِ ترامب ولا وزير الخارجية العماني على ذكر وقف أنصار الله لهجماتهم ضد إسرائيل، رغم أن صاروخًا باليستيًا أطلقته الجماعة مؤخرًا سقط في ساحة انتظار قريبة من مبنى الركاب رقم 3 في مطار بن غوريون في تل أبيب، ما أثار الذعر في إسرائيل.

موقف سعودي متشكك تجاه القصف الأمريكي

ظلت السعودية منذ البداية متحفظة بشدة تجاه حملة القصف الأمريكية على اليمن التي بدأت في عهد بايدن في 2024، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تعطيل جهود الرياض للتوصل إلى تسوية سياسية مع الجماعة.

وكان اليمن قد دخل في حرب أهلية عام 2014 بعد أن سيطر أنصار الله على العاصمة صنعاء. وفي عام 2015، قادت السعودية تحالفًا عربيًا، بمشاركة الإمارات، لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

شنّ التحالف آلاف الغارات الجوية على اليمن دون أن يتمكن من إزاحة أنصار الله، وأسفرت تلك الحملة عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين وخلق أزمة إنسانية حادة. في المقابل، ردّ أنصار الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على منشآت مدنية في السعودية والإمارات.

وفي عام 2022، توصّل الطرفان إلى هدنة توقفت بموجبها الهجمات المتبادلة، ورغم انتهاء مفعولها رسميًا، إلا أن الطرفين امتنعوا إلى حد كبير عن شن هجمات مباشرة على بعضهم البعض.

غير أن الهجمات الحوثية الأخيرة على الملاحة الدولية، والضربات الأمريكية والإسرائيلية، عقّدت جهود السعودية للتوصل إلى حل سياسي دائم في اليمن.

المصادر

ميدل إيست آي

التعليقات (0)