تكبير الخط تصغير الخط

تشهد الساحة السياسية والعسكرية في إسرائيل تصاعدًا في التحذيرات من مغبة الاستمرار في العملية العسكرية الواسعة في قطاع غزة، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات الفشل السابقة وتدهور الأوضاع الداخلية.

تحذيرات من تكرار الفشل في غزة

أعرب محللون إسرائيليون عن قلقهم من أن العملية العسكرية الحالية في غزة قد تواجه مصيرًا مشابهًا للعمليات السابقة، مما قد يؤدي إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع وتدهور الوضع الأمني. وأشار الخبير في الأمن القومي كوبي مروم إلى أن المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" اتخذ قرارًا بإنشاء حكم عسكري فعلي في غزة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على جميع المستويات.

دعوات لتهجير سكان غزة

في تطور لافت، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى استئناف الحرب على غزة وتهجير سكان القطاع، تماشيًا مع ما وصفوه بـ"مخطط ترامب". وطالب سموتريتش بإعلان فوري عن عودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال واحتلال 10% من قطاع غزة وفرض السيادة عليه، مشددًا على ضرورة تهجير سكان غزة إلى دول أخرى.

انتقادات داخلية للحكومة الإسرائيلية

واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات حادة من داخل الأوساط السياسية والعسكرية. وصف قائد فرقة غزة السابق جادي شيمني الحكومة بأنها "عصابة" تفتقر إلى المستوى السياسي المطلوب، مشيرًا إلى أن قراراتها تحركها الرغبة في الانتقام وأشخاص خطرون. كما انتقد المتحدث السابق باسم الجيش رونين مانيليس تحويل الحرب إلى حرب حزبية تهدف إلى العودة للاستيطان في غزة، مؤكدًا أن أهداف الحرب المعلنة غير واضحة.

مخاوف من تداعيات داخلية وخارجية

أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عن مخاوفه من أن تطرف بن غفير وسموتريتش قد يؤدي إلى انهيار الحكومة من الداخل، مشيرًا إلى أن تصرفاتهما تزعزع استقرار الضفة الغربية وتؤثر سلبًا على العلاقات مع الولايات المتحدة. كما حذر من أن فشل السلطة الفلسطينية نتيجة لهذه السياسات قد يؤدي إلى الفوضى، مما يوفر فرصة لحماس والجهاد الإسلامي لاستغلال الوضع.

تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في ظل العملية العسكرية في غزة، مع تصاعد التحذيرات من فشل استراتيجي وتدهور داخلي. تتطلب الأوضاع الحالية إعادة تقييم السياسات المتبعة والبحث عن حلول سياسية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.