تكبير الخط تصغير الخط

أعلنت جماعة أنصار الله في اليمن يوم الأربعاء أن اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين الولايات المتحدة لا يشمل بأي حال من الأحوال الكيان الإسرائيلي، في رسالة واضحة بأن هجماتها على الشحن البحري المرتبط بإسرائيل ستستمر، رغم التهدئة مع واشنطن. هذه المواقف تؤكد إصرار الجماعة على الاستمرار في دعم غزة ومقاومتها، في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حتى مع استمرار الضربات الأمريكية ضد اليمن.

وقف القصف مقابل تعهد بعدم استهداف السفن الأمريكية

في وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف جماعة أنصار الله، مؤكدًا أن الجماعة وافقت على وقف الهجمات على السفن الأمريكية. وجاء هذا الإعلان خلال لقاء له مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في البيت الأبيض، حيث قال ترامب: "قالوا لنا: من فضلكم لا تقصفونا بعد الآن، ولن نهاجم سفنكم. وأنا سأقبل بكلمتهم، وسنوقف قصف أنصار الله فورًا".

عقب هذا الإعلان، أكدت سلطنة عُمان أنها قامت بوساطة في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يهدف إلى وقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، حيث لم تُسجّل منذ يناير أي هجمات جديدة من قبل أنصار الله في تلك المنطقة.

الاتفاق لا يتضمن إسرائيل.. والدفاع عن غزة مستمر

أكد محمد عبدالسلام، كبير مفاوضي جماعة أنصار الله، لوكالة رويترز أن "الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال". وأضاف: "طالما أنهم أعلنوا وقف الضربات، وكانوا ملتزمين بذلك، فإن موقفنا كان دفاعًا عن النفس، وبالتالي سنتوقف". 

لكن عبدالسلام أوضح أن الجماعة لا تعتبر وقف العمليات ضد الأهداف المرتبطة بإسرائيل جزءًا من الاتفاق، ما يفتح الباب لاستمرار الهجمات في إطار دعم غزة والمقاومة الفلسطينية.

رغم التفاهم مع واشنطن، فإن الاتفاق لا يعني أن أنصار الله ستتوقف عن استهداف السفن أو الأهداف المرتبطة بإسرائيل. وقد شهدت الشهور الماضية تصعيدًا متبادلًا بين الجماعة والولايات المتحدة، حيث كثفت الأخيرة من ضرباتها الجوية داخل اليمن منذ بداية العام 2024، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "عملية رايد رايدر"، والتي بدأت رسميًا في 15 مارس. وصرّح الجيش الأمريكي بأنه استهدف أكثر من 1000 هدف منذ بداية العملية، وقتل "مئات المقاتلين وعددًا من قادة أنصار الله".

دعم عسكري لغزة رغم العدوان: أنصار الله تقصف إسرائيل وتواجه الحصار

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، بعد عملية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، بدأت جماعة أنصار الله باستهداف إسرائيل مباشرة وكذلك السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وقد تسببت هذه العمليات في تعطيل كبير لحركة التجارة العالمية وأربكت حسابات القوى الكبرى، إلا أنها لاقت ترحيبًا واسعًا في أوساط الجماهير العربية والإسلامية الداعمة لغزة.

وفي خطوة تصعيدية، أطلقت الجماعة صاروخًا سقط قرب مطار بن غوريون في إسرائيل، يوم الأحد الماضي، ما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى شن غارات جوية انتقامية على ميناء الحديدة في اليمن يوم الإثنين. واستمر التصعيد الإسرائيلي بقصف مطار صنعاء يوم الثلاثاء، في ثاني هجوم له على الأراضي اليمنية خلال يومين، ما يعكس مدى التوتر المتصاعد بين الاحتلال والجماعة اليمنية.

العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن: استمرار للتواطؤ مع الاحتلال

تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف تابعة لـأنصار الله في محاولة للإبقاء على ممر التجارة العالمية عبر البحر الأحمر مفتوحًا، وهو الممر الذي يمر عبره حوالي 15% من حركة الشحن العالمية. ومع تسلُّم ترامب للرئاسة في يناير، قررت واشنطن تصعيد الهجمات الجوية بشكل ملحوظ ضد الجماعة، خصوصًا بعد إعلانها نيتها استئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

مجزرة أمريكية جديدة في اليمن: عشرات الشهداء من المهاجرين

في 28 أبريل، تعرض مركز لإيواء المهاجرين في اليمن لهجوم يُشتبه في أنه نفذ بطائرة أميركية، وأفادت قناة "أنصار الله" بأن الغارة أسفرت عن استشهاد 68 شخصًا. هذه المجزرة تُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها واشنطن بحق المدنيين في اليمن، في وقت تواصل فيه الجماعة صد العدوان الأمريكي والدفاع عن سيادة البلاد، مع التمسك بموقفها الثابت في دعم غزة والمقاومة الفلسطينية.