تكبير الخط تصغير الخط

في تطور مفاجئ على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستتوقف "فوراً" عن تنفيذ الضربات الجوية على اليمن. ووفقًا لتصريح ترامب، جاء القرار بعد تلقي رسالة مباشرة من جماعة الحوثي مفادها:

"أوقفوا قصف اليمن وسنتوقف عن استهداف السفن".هذا الإعلان، وإن بدا مفاجئًا، يعكس تحولاً واضحاً في السياسة الأمريكية تجاه الحرب في اليمن، خاصة بعد تصاعد التكلفة المادية والعسكرية للعمليات الأخيرة.

تكلفة الحملة العسكرية: مليارات الدولارات تُهدر بلا جدوى

من جهتها، كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن تكلفة الصواريخ الذكية المستخدمة في الضربات البحرية تراوحت بين 2 إلى 4 ملايين دولار للصاروخ الواحد، مشيرة إلى أن العمليات الأخيرة كلفت نحو 3 مليارات دولار، ما يسلّط الضوء على العبء الاقتصادي الكبير الذي تتحمله واشنطن مقابل نتائج غير حاسمة على الأرض.

وفي تحليل لهذا التوجه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن الموقف الأمريكي الجديد يعكس إدراكاً متزايداً بعدم فاعلية الحل العسكري الجوي، إلى جانب القلق المتصاعد من الدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد.

وأشار الحيلة، في تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك، إلى أن واشنطن لا تبدو مستعدة لخوض حرب برية، مستشهداً بتجربة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2020 بعد 20 عامًا من القتال دون نتائج حاسمة.

البُعد الجيوسياسي: مخاوف من صراع متعدد الجبهات

وفي السياق ذاته، يرى الحيلة أن الولايات المتحدة حريصة على تجنب الانخراط في صراعات إضافية، خصوصاً مع تصاعد التوترات مع الصين، التي تراقب عن كثب التحركات الأمريكية في الشرق الأوسط. هذا التوازن الاستراتيجي يبدو محورياً في فهم التحول الأمريكي الأخير.

الموقف الإسرائيلي تحت الضغط: هل تخوض تل أبيب المعركة وحدها؟

من جهة أخرى، رجّح الحيلة أن القرار الأمريكي سيضع إسرائيل في مأزق حقيقي، حيث إن تل أبيب لا تملك القدرة على خوض مواجهة منفردة مع اليمن، سواء من حيث المسافة الجغرافية أو القدرات اللوجستية، وهو ما قد يُحدث خللاً في التنسيق العسكري والسياسي الإقليمي.

صنعاء تتجه نحو الرد المتوازن: دعم غزة دون استهداف المصالح الدولية

وفي ختام تحليله، توقّع الحيلة أن ترد صنعاء بموقف متوازن، من خلال قصر عملياتها العسكرية ضد إسرائيل في سياق دعم غزة ووقف العدوان، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة تشمل القوات الأمريكية أو السفن التجارية الدولية، بما يتماشى مع التصريحات السابقة للحوثيين.