في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»

محمد إقبال النعيمي: كنا على يقين برفع العقوبات عن سوريا.. و"قيصر" ليس سببها الأول

profile
  • clock 15 مايو 2025, 6:53:22 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور محمد إقبال النعيمي

أكد الدكتور محمد إقبال النعيمي، الناشط الاجتماعي والباحث السياسي، أن كثيرًا من الناس لا يعرفون أن العقوبات المفروضة على سوريا ليست مرتبطة فقط بقانون قيصر، الذي فُرض بعد انطلاق الثورة السورية وتسريب صور "قيصر"، بل إن العقوبات أقدم من ذلك بكثير، إذ تعود إلى عام 1979، وقد استمرت على مدى أكثر من خمسة وأربعين عامًا.

وأوضح النعيمي، في تصريحات خاصة لـ«180 تحقيقات»، أن هذه العقوبات فُرضت في الأساس بسبب ما وصفه بالإجرام الذي مارسه نظام حزب البعث بقيادة حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد، مشددًا على أن المسؤولية وإن كانت مسجلة على الدولة، إلا أن السبب الحقيقي لها يعود إلى تصرفات النظام الحاكم. وبيّن أن هذه العقوبات شملت بنوك الدولة ووزاراتها وقطاعاتها المختلفة، ولهذا فهي لا تُرفع تلقائيًا بعد سقوط النظام، بل تحتاج إلى قرار خاص، وهو ما تحقق مؤخرًا.

التفاؤل والثقة بالقيادة الجديدة

وأشار النعيمي إلى أنه ومن منطلق حسن الظن بالله والتفاؤل، فقد كان على يقين بأن العقوبات ستُرفع عاجلًا أم آجلًا، رغم الغموض الذي كان يحيط بآلية رفعها، سواء كانت كلية أو تدريجية، وفي أي توقيت ستتم. وأضاف: "ثقتنا بقيادة سوريا الجديدة وبالحنكة السياسية التي نعرفها، خاصة في إدلب، كانت حاضرة دائمًا".

وأوضح أنه كابن لإدلب، كان دائم الثقة بأن القيادة الجديدة ستنجح في إقناع الأمريكيين والعالم برفع العقوبات، وهو ما تحقق بدعم من عدد من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا، التي كان لها دور حاسم في تحقيق هذا التحول.

دعم إقليمي ودولي للمرحلة الجديدة

ونوّه النعيمي إلى كلمة الرئيس أحمد الشرع، الذي شكر خلال حديثه الدول الثلاث المذكورة، بالإضافة إلى باقي الدول التي وقفت إلى جانب سوريا الجديدة بعد التحرير، مشيرًا إلى أن عددًا من هذه الدول لم يكن موقفها إيجابيًا قبل التحرير، باستثناء قطر وتركيا، اللتين حافظتا على موقفيهما الثابتين حتى يوم الانتصار.

وأضاف أن العقوبات القديمة قد أثقلت كاهل الدولة والشعب السوري على حد سواء، مسترجعًا من ذاكرته الطفولية كيف كان والده يرسله لشراء السكر والطحين عبر الطوابير، في مشهد يعكس قسوة الظروف الاقتصادية التي عاشها السوريون منذ الثمانينات، نتيجة الحصار الاقتصادي ومنع الاستيراد إلا عبر ما يُعرف بـ"الكوبونات" الحكومية.

الثورة.. والعقوبات الإضافية

وتحدث النعيمي عن التحولات التي رافقت الثورة السورية، مشيرًا إلى استخدام النظام للسلاح الكيماوي، وتسريب صور "قيصر" التي أظهرت آلاف المعتقلين وقد قُتلوا داخل السجون السورية، وتحولوا إلى هياكل عظمية. وأكد أن تلك الصور كانت من بين الأسباب التي دفعت لفرض عقوبات إضافية زادت من معاناة الشعب السوري.

وأضاف أن هذه العقوبات لم تعد مبررة بعد تحرير سوريا وسقوط النظام الذي فُرضت بسبب سياساته، مشددًا على أن المنتصر اليوم هو من كان في الطرف المضاد للنظام، وبالتالي فإنه ليس من العدل استمرار فرض العقوبات عليه.

ختام بتفاؤل وأمل

وختم الدكتور محمد إقبال النعيمي تصريحه بالتعبير عن أمله بأن يكون رفع العقوبات فاتحة خير للعباد والبلاد في سوريا الجديدة، مشددًا على أن الشعب السوري الذي ذاق مرارة العقوبات لعقود، يستحق الآن فرصة للعيش الكريم وبناء مستقبل يليق بتضحياته.

التعليقات (0)