-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
العميد أحمد حمادة: رفع العقوبات تتويج للنصر على نظام الأسد ويؤسس لمرحلة جديدة في سوريا
في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»
العميد أحمد حمادة: رفع العقوبات تتويج للنصر على نظام الأسد ويؤسس لمرحلة جديدة في سوريا
-
14 مايو 2025, 4:14:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد حمادة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد حمادة إن قرار رفع العقوبات عن سوريا يُعد "خطوة هامة جداً بالنسبة للشعب السوري"، ويُنظر إليه كامتداد لـ"يوم النصر على نظام الأسد"، مؤكداً أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق "لولا الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها الحكومة السورية الجديدة"، إلى جانب الدعم العربي والتركي الذي وصفه بـ"البارز" في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
والعميد أحمد حمادة هو ضابط سوري انشق عن نظام الأسد وانحاز للثورة السورية، في 17 تموز/يوليو 2012 من مرتبات التجنيد العام كرئيس لقسم التفتيش في منطقة الرقة، وانضم إلى الجيش السوري الحر.
استعادة الدولة ومقدراتها
وأوضح العميد حمادة، في تصريحات خاصة لـ«180 تحقيقات»، أن هذه الخطوة "تفتح الباب أمام إعادة تشغيل الآلة السورية داخل سوريا، من تحويل، من استثمار، من بناء، من إعادة هيكلة للمجتمع، وإعادة اللاجئين"، مشدداً على أن جميع هذه الملفات "مرتبطة برفع العقوبات".
وأشار إلى أن "هناك اعترافاً أصبح شرعياً بالدولة السورية الجديدة، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، التي ستكون قاطرة لجر عدد كبير من الدول في هذا الاتجاه"، ما ينعكس على "إسرائيل التي كانت تعتدي والتي كانت تريد تقسيم الأرض السورية"، مضيفاً: "اليوم أصبح الأمر مختلفاً بشكل أكبر، ولم يعد مسموحاً مثلاً العدوان الخارجي أو الداخلي في سوريا. اليوم مسألة تقسيم سوريا أصبحت من الماضي".
خسارة إسرائيل وتقدم الشرعية السورية
وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن "إسرائيل اليوم خسرت كثيراً في هذا الإطار، من خلال المشروع الذي بدأته في ضرب المقدرات السورية، ودعم بعض المكونات في الداخل، والعزف على نغم التقسيم"، لافتاً إلى أن "هذا لم يعد ممكناً بعد رفع العقوبات، واتساع شرعية الاعتراف بالدولة السورية، كما رأينا في الرياض والدوحة، وحتى في فرنسا، حيث تنتظر عدد من الدول الأوروبية زيارة الرئيس أحمد الشرع".
وأضاف أن "ترامب قام بهذه الخطوة لأنه يدرك أن سوريا الموحدة القوية أفضل من سوريا الممزقة، التي يمكن أن تعشش فيها عناصر داعش أو الإرهاب"، مشيراً إلى أن "دولاً عربية وإقليمية كتركيا ودول الخليج طالبت برفع العقوبات من أجل عودة اللاجئين، واستعادة مركزية سوريا وموقعها الجيوسياسي الذي يخدم الأمن في المنطقة".
ضغط عربي وإقليمي لاستجابة ترامب
وبيّن العميد حمادة أن الرئيس ترامب "استجاب لدعوات الرئيس أردوغان، وطلبات ولي العهد محمد بن سلمان، وعدد من الدول العربية، من أجل إعطاء الشعب السوري والحكومة السورية فرصة تاريخية لإعادة البناء ونسيان حقبة الماضي التي أثرت كثيراً في الشعب السوري".
واعتبر أن "زيارة الرئيس ترامب هي بالفعل زيارة تاريخية، أسست لشراكات عميقة، وأسست لرفع العقوبات عن سوريا"، مشيراً إلى أن "للمرة الأولى، وخاصة في ذكرى ما يسمى قيام إسرائيل، نرى أن ترامب اتجه إلى الدول العربية ولم يتجه إلى تل أبيب"، واصفاً ذلك بأنه "مؤشر كبير" على تغير موازين العلاقات الإقليمية.
تحوّل في الأولويات الأمريكية
وأكد “حمادة” أن "للمرة الأولى أرى أن العلاقات الأمريكية العربية الإسرائيلية متقدمة على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، ربما أمريكياً"، معتبراً أن "هناك أهمية كبيرة للدول العربية، اقتصادياً وجيوسياسياً، والمملكة العربية السعودية تحظى بإمكانات اقتصادية وسياسية وعسكرية كبرى من خلال الاتفاقات الكبيرة التي وقعتها مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "ربما يكون هذا يؤسس لخدمة قضايا المنطقة العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، قضية الشعب السوري، وقضية لبنان، من خلال التعاون بين الدول العربية والولايات المتحدة في عهد ترامب".
سياسة ترامب الجديدة
ولفت حمادة إلى أن "اليمين المتطرف أدى إلى إقالة أحد كبار المؤيدين لإسرائيل"، مشيراً إلى أن "الرئيس ترامب، رغم صفاته التجارية، يبقى رئيساً تنفيذياً للولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في العالم، ويستطيع أن يبرم الاتفاقات ويغير في كل شيء".
وقال: "رأينا أن الرئيس ترامب أبرم اتفاقاً مع الحوثي بمعزل عن إسرائيل، وصفقة الجندي الأمريكي عيدان ألكسندر تمت بمفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس. وهذا مؤشر إيجابي في هذه الحالة، وكذلك رفع العقوبات عن سوريا".
فرصة عربية يجب استثمارها
وختم حمادة تصريحاته بالقول: "اليوم، بإمكان الدول العربية أن تحصل من الولايات المتحدة على الكثير، وخاصة في القضية الفلسطينية، وربما يتجاوز الأمر نتنياهو ويضعه في الزاوية بعد اتهامه بالإرهاب ومحاكمته دولياً".
وأشار إلى أن "السعودية كانت تربط التطبيع مع الكيان الصهيوني بإقامة دولة فلسطينية وفق حل الدولتين، وهذا أمر يجب استثماره من قبل الدول العربية في هذه الموجة التي يوجد فيها ترامب"، مؤكداً أن "كما استغلت إسرائيل في المرحلة الأولى نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بالجولان، يمكن اليوم للدول العربية أن تستثمر في الرئيس الأمريكي ترامب وتستغل الفجوة الحاصلة بينه وبين نتنياهو".
تأكيد إسرائيلي على تبدّل الموقف الأمريكي
وفي هذا السياق، أشار العميد حمادة إلى أن ما ذهب إليه من تحوّل في الموقف الأمريكي تجاه سوريا تؤكده التقارير الإسرائيلية ذاتها، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرئيس ترامب رفض طلباً مباشراً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإبقاء العقوبات على سوريا، معتبراً أن المرحلة تتطلب "مقاربة مختلفة" تجاه الدولة السورية الجديدة. واعتبر حمادة أن هذا الرفض العلني "يشكّل دليلاً إضافياً على تغير أولويات واشنطن، وعلى أن المشروع الإسرائيلي لتفتيت سوريا لم يعد يحظى بالدعم الأمريكي كما في السابق".
رفع العقوبات يتزامن مع زيارة ترامب
ويأتي هذا التطور في رفع العقوبات عن سوريا بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، والتي تشمل قطر والسعودية والإمارات، وسط تقارير تفيد بأن قرار رفع العقوبات جرى التفاهم عليه خلال محادثات غير معلنة مع أطراف إقليمية ودولية. وتُظهر المعطيات أن الإدارة الأمريكية تسعى لتوظيف هذا الملف سياسيًا، ضمن خطة ترامب لتسوية أزمات الشرق الأوسط عبر "صفقات شاملة" تعيد ترتيب التحالفات، وتدفع باتجاه تطبيع عربي مع إسرائيل، وتثبيت أنظمة موالية تضمن مصالح واشنطن الاستراتيجية في الإقليم.







