-
℃ 11 تركيا
-
19 سبتمبر 2025
"لقد أكلت مئتين مثله".. تفاصيل معركة الصراخ بين هنغبي وبن غفير في الكابينت
"لقد أكلت مئتين مثله".. تفاصيل معركة الصراخ بين هنغبي وبن غفير في الكابينت
-
19 سبتمبر 2025, 2:47:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مشادة كلامية وصراخًا حادًّا اندلعت بين الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، في لحظة متوترة من جلسة مجلس الوزراء الأمني-السياسي.
الحادثة وقعت في الدقائق الأخيرة من النقاش بعدما عاد بن غفير إلى قاعة الاجتماع وطلب الكلام بينما كانت الجلسة قد أوكلت إدارتها إلى هنغبي إثر مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المبكرة، وفق ما نقلته التقارير؛ وقد تحوّل الخلاف حول مسألة زيارات الصليب الأحمر إلى سجال صاخب أطلق خلاله الطرفان تصريحات متبادلة حادة واتهامات متضادة، قبل أن يقرر هنغبي في النهاية إغلاق الجلسة وقطع كلمة الوزيرة أورِيت سترُوك التي كانت منتظرة للكلام.
بحسب الروايات، نوقش خلال اجتماع المجلس قضية زيارات الصليب الأحمر إلى زنازين السجون الإسرائيلية على نحو مقتضب، وقرر نتنياهو نقل النقاش إلى إطار آخر لوجود اعتراض من بن غفير؛ ثم غادر نتنياهو الاجتماع مبكرًا، فبقي هنغبي يدير الجلسة نيابةً عنه. ومع اقتراب منتصف الليل تفرّق معظم الوزراء وغادروا القاعة، وبقي بضعة وزراء فقط، ومن كان مقرّرًا أن يتحدث لاحقًا كانت الوزيرة أورِيت سترُوك. فجأة عاد بن غفير وطلب أن يُسجل لحق الكلام، فأجابه هنغبي أن "القائمة مُغلقة وستروك هي المتحدثة الأخيرة"، فتفاقم التوتر بينهما سريعًا وتحولت المناقشة إلى صراخ متبادل وإهانات لفظية.
الأحداث تصاعدت حين وجّه بن غفير انتقادات لهنّغبي قائلًا له إن "هذا ليس منصبك، أنت مجرد مستشار" وأنه لا يملك سلطة السماح لزيارات الصليب الأحمر في السجون دون قرار من الكابينت، فيما رد هنغبي ساخرًا بأن على بن غفير "الهدوء"، واسترجع في رده تجربته قائلاً ما معناه "لا تقلقوا، لقد أكلت مئتين مثله"، في تهكّمٍ منه على تهديدات بن غفير. من جانبه لوّح بن غفير بسلوك هنغبي السابق عندما كان وزيرًا للشرطة، متهمًا إياه بعدم الإنجاز، فأجابه هنغبي بنبرة لاذعة أنه "من الواضح أنك الوزير الأفضل" في سخرية واضحة، واستمر التراشق اللفظي حتى طالب بن غفير بحق إبداء رأيه فانتهى الأمر بإعلان هنغبي قفل الجلسة قبل أن تصل الوزيرة سترُوك إلى منصة الحديث.
بعد المواجهة قام بن غفير بنشر منشور على منصة "إكس" احتوى على اتهامات حادة لهنغبي، قال فيه إن الأخير — بناءً على عريضة قضائية قدمتها "بعض منظمات اليسار المتطرف" إلى المحكمة العليا — أوصى رئيس الوزراء بالسماح بزيارات الصليب الأحمر "للإرهابيين" في السجون في وقت "أسرانا يتعفّنون في الأنفاق" كما صاغ بن غفير عبارته، مكررًا معارضته القاطعة لهذا القرار ومطالبًا رئيس الوزراء بالإعلان فورًا أنه لن يرضى بمثل هذا الإجراء الذي وصفه بـ"الاستسلام للإرهاب". وأكد بن غفير في منشوره أن هو وجهاز السجون يقفان ضد هذا المقترح وأنه لم ينجح في الحصول على غالبية الوزراء لتمريره داخل الكابينت، لكنه نبه إلى أن المقترح لا يزال مدرجًا على جدول الأعمال بحسب قوله.
تبقى هذه الحادثة مؤشّرًا آخر على الاحتقان الداخلي داخل أروقة السلطة الإسرائيلية وعمق الخلافات حول قضايا إنسانية وأمنية حسّاسة أثناء حالة الطوارئ التي تلت أحداث أكتوبر وما تلاها من توترات، كما تبرز أيضًا التوترات الشخصية وميل بعض الوزراء إلى الخطاب التصادمي العلني، وهو نمط قد يعقّد إدارة السياسات الأمنية والإنسانية المتداخلة ويعكس مدى الانقسام داخل مؤسسات القرار، بحسب مراقبين نقلت عنهم التقارير الإسرائيلية.

.jpg)







