-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
قصة عائلة أبو زبيدة وأبو جلد: الحكاية التي لا تنتهي في غزة
قصة عائلة أبو زبيدة وأبو جلد: الحكاية التي لا تنتهي في غزة
-
10 يوليو 2025, 10:18:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قصة عائلة أبو زبيدة وأبو جلد: الحكاية التي لا تنتهي في غزة
رامي أبو زبيدة- رئيس تحرير 180 تحقيقات
في بدايات الحرب، كانت أولى الضربات التي نزلت كالصاعقة، استهداف بيت الحاج أ. سمير أبو جلد، عم زوجتي. في ذلك القصف الغادر، استشهد هو وزوجته، وبناته رضا وآيات وأسماء وإسراء، وأحفاده عبيدة وتولين، بينما أُصيب ابنه محمد إصابة خطيرة، فبقي في المستشفى لأكثر من شهر يصارع الألم والجراح.
إلى جانبه كانت روان إياد أبو زبيدة، زوجته المخلصة وابنة أخي، الممرضة البطلة، التي لم تتركه لحظة واحدة، ظلت ترعاه في المستشفى ليلًا ونهارًا، لا تغادره إلا لزيارة عائلتها – بيتنا بيت أبو إياد أبو زبيدة.
لكن لعنة الحرب لم ترحم أحدًا. ففي ليلة عاد فيها الأمل إلى القلوب المنكوبة، قصفت طائرات الاحتلال بيتنا – بيت العائلة. في تلك الليلة المظلمة، ارتُكبت مجزرة جديدة بحقنا، فاستُشهد أبناء أخي: أحمد ياسين، وروان زوجة محمد أبو جلد، وجنات أختها. وأصيب والدي وعدد كبير من أفراد العائلة. كانت فاجعة مضاعفة لمحمد، الذي فقد زوجته وعائلته، وهو لم يتعافَ بعد من فاجعة فقدان والديه وأخواته.
ومع بداية وقف إطلاق النار، وبتاريخ 27 فبراير، تزامنًا مع يوم الإفراج عني من الأسر، حاول محمد أن يضمد جراح قلبه المنكوب، فارتبط بابنة أخي الأخرى، روينا إياد أبو زبيدة، في زواج كان امتدادًا للحب والوفاء، ومحاولة لتضميد جراح الفقد.
كان محمد أكثر من صهر، كان ابنًا بارًا لأخي إياد، عطوفًا، كريم النفس، يحمل قلبًا من ذهب، يعوّض كل من حوله عمّا فقدوه.
لكن قدر هذه العائلة أن تعود القذائف لتكتب فصلًا آخر من الوجع.
في الليلة الماضية، عاود الاحتلال استهداف منزل الشهيد سمير أبو جلد – وفي هذه الجريمة الجديدة استُشهد محمد أبو جلد، وزوجته روينا إياد أبو زبيدة، وأخوه حسين، وأخته هبة.
ارتقوا جميعًا إلى من سبقهم من الشهداء:
لحق محمد، حسين، وهبة بوالدهم ووالدتهم، وأخواتهم رضا وآيات وأسماء وإسراء.
ولحقت روينا بأخيها الشهيد أحمد ياسين، وشقيقتها روان، وأختها جنات.
كأن هذه العائلة، بكل فروعها، كُتب عليها أن تُباد، بيتًا تلو بيت، واسمًا تلو اسم، في محاولة يائسة من الاحتلال لقتل الحياة فينا.
لكن ما لا يدركه هذا العدو أن كل شهيد يولد معه ألف معنى للصمود، وأن عائلة أبو زبيدة وأبو جلد، وإن رحل أبناؤها، باقية في ذاكرة الأرض، وفي قلوبنا، لا تموت.









.jpeg)