د. رامي أبو زبيدة يكتب: غزة.. تقف مع كل من يضرب الكيان الصهيوني

profile
د. رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والأمني، ورئيس تحرير «180 تحقيقات»
  • clock 14 يونيو 2025, 9:42:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

من قلب غزة المحاصرة، حيث الألم لا يفارق البيوت، والدمار يخيّم على الأزقة، والحصار يخنق الحياة، لا يمكن للغزيّين أن يقفوا موقف الحياد حين يرون صور الدمار في قلب تل أبيب، ولا حين يسمعون دويّ الصواريخ الإيرانية تضرب العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني.

لقد اعتاد الفلسطيني في غزة أن يرى السماء تمطر صواريخ، لا فرحًا ولا مهرجانات، بل نارًا وحممًا تحصد الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة. منذ شهور طويلة وغزة تُباد بالصوت والصورة، والعالم يكتفي بالتصفيق أو الصمت. وفي ظل هذا الواقع، فإن كل جرح يُصيب الكيان، يُعدّ بلسمًا لجراحنا، وكل صفارة إنذار في مدنه المحتلة، تعيد لقلوبنا شيئًا من الإحساس بالتوازن والعدالة الغائبة.

إننا، كغزيين، لا نُشجع الحروب لأجل الحرب، لكننا نفهم جيدًا معنى الردع، ونعرف أكثر من أي شعب آخر قيمة الضربات التي تستهدف هذا العدو الغاشم. ومن هنا، فإن مشاهد الصواريخ الإيرانية وهي تضرب مواقع عسكرية واستراتيجية داخل "إسرائيل" تُشكّل لحظة فرح حقيقية في وجدان المظلومين الذين لم يروا من هذا الكيان إلا القتل والتدمير والتجويع.

وإن وقوفنا مع إيران – أو أي طرف يرد على جرائم الاحتلال – ليس اصطفافًا أيديولوجيًا أعمى، بل هو موقف أخلاقي مقاوم. فكل من يضع هذا الكيان تحت الضغط ويهز استقراره، إنما يعيد شيئًا من حقوقنا المسلوبة، ويبعث برسالة إلى العالم أن الظلم لا يدوم، وأن المحتل لن يهنأ بالأمان ما دام يزرع الموت في ربوعنا.

اليوم، حين تُقصف تل أبيب، وتدوي الانفجارات في قلب العمق الصهيوني، لا يمكن لأهل غزة إلا أن يشعروا أن هناك من قرر أن يُشارِكهم بعضًا من معاناتهم، وأن لا تبقى "إسرائيل" تلك الدولة التي تضرب وتقتل بلا حساب.

ختامًا، نحن نعرف أن الطريق طويل، وأن الضربات وحدها لا تُنهي الصراع، ولكنها تُغيّر معادلاته. وإن غزة التي تقف على خط النار منذ سنوات، ستبقى مؤمنة بأن الرد على المحتل – أيًّا كان مصدره – هو لغة يفهمها العدو، ويخشاها، ويحاول بكل الوسائل أن يمنعها.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)