"قافلة الصمود" تحت الحصار قرب سرت: طوق أمني وقطع الاتصالات وتفاقم إنساني مع منع الإمدادات

profile
  • clock 14 يونيو 2025, 9:49:47 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

أكدت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، الجهة المنظمة لـ"قافلة الصمود"، أن القافلة لا تزال محاصرة قرب مدينة سرت شرق ليبيا، وسط استمرار انقطاع الإمدادات الغذائية واللوجستية، وحجب كامل لشبكات الاتصال عن آلاف المشاركين فيها.

وفي بيانها الصادر اليوم السبت، أوضحت التنسيقية أن القافلة، التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، تواجه ظروفًا إنسانية وأمنية صعبة، نتيجة للطوق العسكري المفروض عليها، مع استمرار التشويش الكامل على شبكات الاتصال والإنترنت منذ مساء الخميس 12 يونيو 2025، ضمن دائرة نصف قطرها 50 كيلومترًا من بوابة سرت.

منع الدخول والخروج وتشديد على الإمدادات

أشارت التنسيقية إلى أن قوات الأمن تمنع الدخول أو الخروج من مخيم القافلة بشكل تام، كما تم تشديد منع إدخال أي مساعدات غذائية أو لوجستية، وهو ما فاقم الوضع الإنساني داخل المخيم.

كما قالت التنسيقية إن وفد القافلة المكلف بلقاء مسؤولين ليبيين في الشرق لم يتمكن من عقد الاجتماع المقرر مساء الجمعة 13 يونيو، والذي كان يُنتظر أن يحضره وزيرا الخارجية والداخلية وعدد من القيادات الليبية، بغية التوصل إلى حل يضمن سيادة ليبيا ويؤمّن مواصلة القافلة طريقها نحو معبر رفح.

مطالب عاجلة للسلطات الليبية

طالبت التنسيقية السلطات الليبية برفع الحصار المفروض، والسماح بإدخال المواد الغذائية والمساعدات، كما دعت إلى إنهاء التشويش على الاتصالات لتمكين التنسيق الداخلي، مؤكدة أن كل المواقف الرسمية تصدر فقط عن المتحدثين باسم القافلة.

توقيف مفاجئ عند مدخل سرت

وكانت القافلة قد أوقفتها قوات أمنية تابعة لسلطات شرق ليبيا فجر الجمعة عند المدخل الغربي لسرت، ووصفت التنسيقية هذه الخطوة بالمفاجئة، في حين أوضح المسؤولون الأمنيون أن الإجراء مؤقت بانتظار التعليمات من بنغازي.

لا يزال المشاركون معتصمين على جانب الطريق في ظروف قاسية، حيث يفتقرون لدورات المياه والخيام والمواقد، في ظل انقطاع الاتصالات ودرجات حرارة مرتفعة، ما يمثل تحديًا كبيرًا خصوصًا للنساء وكبار السن.

نداءات استغاثة من داخل المخيم

قالت المتحدثة باسم القافلة، جواهر شنة: "رغم الظروف، المعنويات مرتفعة… قطعوا عنا كل أنواع التغطية، لكننا مرابطون، نريد الذهاب إلى غزة. تحدثوا عنا، نحتاج إلى دعمكم".
ودعا المتحدث الرسمي، وائل نوار، سكان سرت والمناطق المجاورة إلى دعم القافلة بالمياه والخيام والمستلزمات الصحية.

تضييق مصري على النشطاء

في سياق متصل، رحّلت السلطات المصرية عددًا كبيرًا من النشطاء القادمين من السويد والدنمارك، واحتجزت المئات من جنسيات متعددة، بينهم تونسيون وفرنسيون وجزائريون، ما أدى إلى انقطاع الاتصال بهم.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "لا يُسمح لأي قافلة بعبور الأراضي المصرية نحو رفح إلا بالتنسيق المسبق، ووفق الإجراءات الأمنية المعتمدة في المناطق الحدودية".

ضغوط إسرائيلية وتصريحات أممية

جاء هذا التصعيد بعد تصريحات لوزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، طالب فيها القاهرة بمنع القافلة من الوصول إلى حدود غزة.
في المقابل، انتقدت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية الخاصة، هذا الموقف، وقالت: "نأمل ألا تأخذ السلطات المصرية أوامرها من مرتكبي الجرائم"، داعية إلى تسهيل مرور النشطاء.

خلفية القافلة وتفاصيل انطلاقتها

انطلقت قافلة "الصمود" يوم الإثنين الماضي من تونس، عبر معبر "رأس جدير"، بمشاركة مئات النشطاء من المغرب العربي، ضمن تنسيق قادته "تنسيقية العمل من أجل فلسطين"، وبدعم من المجتمع المدني، والنقابات، والأحزاب، والكوادر الطبية.

تندرج القافلة ضمن مبادرة تضامنية دولية يشارك فيها نشطاء من 32 دولة، بهدف كسر الحصار عن غزة، والضغط على الاحتلال لوقف سياسة الإبادة الجماعية والتجويع بحق السكان المدنيين.

إبادة متواصلة في غزة وغياب للمساعدات

تواصل "إسرائيل" منذ 2 مارس 2025 إغلاق المعابر مع غزة، ما أدى إلى منع دخول المساعدات وتسبب في مجاعة واسعة، رغم وجود مئات الشاحنات على الحدود.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل"، بدعم أميركي، إبادة جماعية بحق سكان غزة، أسفرت عن أكثر من 183 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن 11 ألف مفقود، ودمار واسع وتهجير قسري، في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.

التعليقات (0)