تحوّل استراتيجي في الجنوب السوري

قراءة ميدانية: التصعيد الإسرائيلي عبر البوابة الدرزية ينذر بمخطط خطير في الجنوب السوري

profile
  • clock 16 يوليو 2025, 1:11:31 م
  • eye 459
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

موقع 180 تحقيقات

مخطط جديد تحت شعار "حماية الأقليات"

تشهد الساحة السورية تطورًا ميدانيًا لافتًا يشير إلى تحوّل خطير في أساليب التدخل الإسرائيلي. فبعيدًا عن الغارات الجوية المتكررة، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى اليوم إلى استخدام الطائفة الدرزية كأداة لاختراق الجنوب السوري، متذرعًا بحماية "الأقليات" وتحديدًا دروز السويداء.

ويؤكد هذا التوجه تقارير إذاعة جيش الاحتلال ووسائل إعلام عبرية، التي تحدثت عن عبور عشرات الدروز من الداخل الفلسطيني إلى الأراضي السورية. كما أطلقت مرجعيات دينية درزية داخل "إسرائيل" دعوات صريحة للاستعداد لـ"عبور جماعي" نحو السويداء، في خطوة تُنذر بتصعيد غير مسبوق.

تصريحات تحريضية تغذي التوتر

من أبرز التصريحات المثيرة للجدل جاءت على لسان موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، والذي شبّه أحداث السويداء بـ"7 أكتوبر"، وهو تصريح يُحمّل دلالات تحريضية خطيرة، ويمنح الاحتلال غطاءً طائفيًا لانخراط عسكري محتمل في الجنوب السوري.

في موازاة ذلك، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع استراتيجية قرب وزارة الدفاع السورية في دمشق، وهي رسالة مباشرة إلى القيادة السورية، حيث وصف الإعلام العبري المستهدفين بـ"الجولاني الذي يدير الدولة"، في إشارة واضحة إلى القيادة الجديدة في العاصمة.

تحوّل استراتيجي في الجنوب السوري

1. الجنوب كساحة مواجهة جديدة

تحوّل الجنوب السوري إلى مسرح محتمل لمواجهة جديدة، في ظل رغبة الاحتلال بإنشاء "رأس جسر" طائفي يربطه بالمكونات المحلية، ما يعكس استراتيجية تهدف إلى تقويض استقرار الدولة السورية من الداخل.

2. كيان طائفي موالٍ للاحتلال

ترى العديد من التحليلات أن هذه التحركات تعيد إلى الأذهان سيناريوهات التقسيم التي عاشتها المنطقة سابقًا، خصوصًا مع احتمالات دعم "إسرائيل" لكانتون درزي يتواصل سياسيًا وعسكريًا مع تل أبيب، في تجاوز صارخ للسيادة السورية.

3. حرب نفسية وتعبئة داخلية

التشبيه المتعمد لما يحدث في السويداء بـ"7 أكتوبر" ليس بريئًا، بل يهدف إلى تعبئة الرأي العام الإسرائيلي وتحشيد الطائفة الدرزية داخل الخط الأخضر، لدعم الخطط التوسعية للاحتلال، وخلق تأييد داخلي لتدخل عسكري محتمل.

4. استنزاف دمشق وتوسيع نطاق المواجهة

في توقيت حساس تحاول فيه الدولة السورية استعادة تماسكها الداخلي، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى ضرب مراكز القرار السيادي، وجر دمشق إلى مواجهة متعددة الجبهات، تمتد من الجنوب إلى عمق العاصمة.

تقدير موقف: الجنوب على حافة انفجار

تشير التطورات الحالية إلى أن الحدود السورية مع فلسطين المحتلة مرشحة لمزيد من الفوضى والتداخل الأمني – المجتمعي. ويكمن السيناريو الأخطر في تحوّل بعض العابرين من الدروز إلى أدوات عسكرية ميدانية أو نواة لميلشيا موالية للاحتلال الإسرائيلي داخل الجنوب السوري.

رد الدولة السورية على هذا التدخل النوعي سيكون عاملًا حاسمًا في رسم معادلة الاشتباك القادمة، لا سيما بعد قصف مباشر استهدف العاصمة.

الفصل الجديد من التدخل: تفكيك الدولة عبر الأقليات

ما يجري في السويداء ليس مجرد اضطراب محلي أو حدث عابر، بل هو فصل جديد من فصول التدخل الإسرائيلي في سوريا، حيث توظّف "تل أبيب" خطاب الحماية الطائفية لتبرير تدخلات سياسية وعسكرية تهدف في جوهرها إلى تفتيت الأرض، وكسر السيادة، وتقويض وحدة الدولة السورية.

التعليقات (0)