تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

انتقاد لاذع من بوريل لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي

في موقف حاد، وجّه الممثل السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، انتقادًا شديدًا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، واصفًا عجزهم عن اتخاذ أي خطوات لمحاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بـ"الفشل الصريح".

وفي منشور له عبر منصة (إكس) اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025، علّق بوريل على نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، الذي عُقد يوم أمس في بروكسل، مؤكدًا أن تقاعسهم من شأنه أن "يسمح باستمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة دون هوادة".

انتهاك واضح لاتفاقية الشراكة دون ردة فعل أوروبية

رغم إقرار الاتحاد الأوروبي بأن "إسرائيل" تنتهك المادة الخاصة بحقوق الإنسان ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين، لم يصدر عن وزراء الخارجية أي قرار بفرض عقوبات أو إجراءات ملموسة بحقها.

وقال بوريل بصراحة:
"قررت أوروبا عدم معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب المستمرة، والسماح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة دون هوادة."

الاتحاد يكتفي بالمراقبة و"طرح الخيارات"

من جانبها، صرّحت ممثلة الاتحاد العليا الحالية للشؤون الخارجية والأمنية، كايا كالاس، بأن الاتحاد الأوروبي "سيراقب عن كثب" مدى التزام إسرائيل بالخطوات التي وعدت بها لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وأضافت كالاس أن الاجتماع ناقش إجراءات محتملة ضد إسرائيل، وقد تُطرح تلك الخيارات للنقاش بين الدول الأعضاء مستقبلاً، موضحة أن "الهدف ليس معاقبة إسرائيل، بل تحسين الوضع في غزة بشكل حقيقي".

مراجعة متواصلة لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل

تأتي هذه التصريحات في أعقاب بدء الاتحاد الأوروبي مراجعة رسمية لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل منذ 20 مايو الماضي، وذلك استجابة لدعوات عامة ومقترح تقدمت به هولندا، في إطار شرط "الامتثال لحقوق الإنسان والقانون الدولي".

وبحسب خبراء، فإن تعليق الاتفاقية بالكامل "غير مرجح" بسبب اشتراط الإجماع بين الدول الأعضاء. ومع ذلك، يبقى تعليق بعض البنود ممكنًا، مثل تلك المتعلقة بالتجارة الحرة والبحث العلمي والتكنولوجيا والحوار السياسي.

انقسام أوروبي بشأن العقوبات

الانقسام الأوروبي يبدو واضحًا، إذ تدعم دول مثل إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا تعليق الاتفاقية، بينما تعارض دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا والتشيك والمجر اتخاذ أي خطوات عقابية بحق إسرائيل.

استمرار الإبادة الجماعية في غزة وسط صمت دولي

منذ 7 أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل"، بدعم أمريكي مباشر، إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتدمير والتهجير والتجويع، في تحدٍّ صريح للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وحتى الآن، خلفت هذه المجازر أكثر من 197 ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بينما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار في وفاة العديد من الأطفال، وسط دمار هائل للبنية التحتية في القطاع.