-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
عيد الأطفال في غزة... غصة في الحلق ودموع تحت الركام
العيد بلا ملامح... غزة تُناشد العالم
عيد الأطفال في غزة... غصة في الحلق ودموع تحت الركام
-
4 يونيو 2025, 5:16:12 م
-
459
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
"بأيّة حالٍ عدت يا عيد؟"، ليست مجرد عبارة، بل صرخة تختصر حال أطفال غزة الذين يستقبلون عيد الأضحى هذا العام بمزيج من الحزن والجوع والخوف. في الوقت الذي يحتفل فيه العالم الإسلامي بالعيد.
حيث يعيش أطفال القطاع أقسى ظروف إنسانية عرفوها منذ سنوات، بفعل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عشرين شهرًا.
عيد الأضحى الرابع تحت النار والمجاعة
يصادف عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025، ليكون العيد الرابع على التوالي الذي يمر على الفلسطينيين في ظل الحرب والدمار. وقد أسفرت هذه الإبادة المستمرة عن استشهاد أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، الذين يكابدون الجوع والموت البطيء داخل خيام مهترئة لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الليل.
وبعد أن كانت الأعياد مصدر فرح، باتت اليوم رمزًا لفقدان الأحبة، والجوع، والخوف من القصف. أُغلقت المعابر منذ 2 مارس، وتوقفت الإمدادات، حتى أبسط مقومات الحياة لم تعد متوفرة، فلا خبز، ولا ماء، ولا دواء، ولا حتى قطعة حلوى تُسعد طفلًا.
تجويع ممنهج وإبادة بطيئة
منذ إغلاق المعابر، واجه أطفال غزة مستويات جوع غير مسبوقة. وقد أكد المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، أن إسرائيل أوصلت غزة إلى أخطر مراحل التجويع، معتبرًا ما يجري "إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية".
وأشار إلى أن آثار التجويع ستستمر لأجيال، وأن القيود الإسرائيلية على دخول الغذاء والماء والأدوية تسببت في كارثة إنسانية لا مثيل لها في التاريخ الحديث.
وقد توفي منذ 7 أكتوبر 60 طفلًا فلسطينيًا نتيجة سوء التغذية، وفق وزارة الصحة، بينما يموت آخرون ببطء كل يوم بسبب نقص الغذاء والدواء.
العيد بلا ملامح... غزة تُناشد العالم
في غزة، لا أضاحي، لا زينة، لا ألعاب، لا أغاني عيد. كل ما هناك دموع وأشلاء وخيام مثقلة بالمآسي. الأطفال في القطاع لا يطلبون ألعابًا أو حلويات، بل يطلبون حياة، وهدنة، ووجبة تُشبعهم، وماءً نظيفًا لا يُمرضهم.
وسط هذا الظلام، لا يزال أهل غزة، كبارًا وصغارًا، يتمسكون بخيط رفيع من الأمل أن يكون العيد القادم مختلفًا، أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يتوقف النزف.









